كان لافتاً حديث بعض المحللين الصينيين، في أعقاب الرد الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، عن «فعالية المُسيّرات الإيرانية» في مواجهة الدفاعات الجوية الإس
إلى جانب دعوة بكين «الاعتيادية»، جميع الأطراف، «إلى ضبط النفس» والامتناع عن التصعيد، والتوصل إلى حل فوري لإنهاء الحرب الدائرة في غزة، كسبيل لمنع توسّع الأخيرة لتشمل منطقة الشرق الأوسط، كان لافتاً حديث بعض المحللين الصينيين، في أعقاب الرد الإيراني غير المسبوق على إسرائيل، عن «فعالية المُسيّرات الإيرانية» في مواجهة الدفاعات الجوية الإسرائيلية، «وإضعافها» حتى.(ريم هاني)
يأتي ذلك في وقت تحاول فيه بعض الجهات الغربية «التقليل» من فعّالية الهجوم، في تصرف مدفوع، طبقاً لمراقبين، برغبة واشنطن في إقناع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بعدم شنّ أي ردّ متسرع وغير محسوب، قد يجبر القوات الأميركية على الانجرار إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط.
ويرى محللون صينيون أنّ السيناريو الأخير هو بالضبط ما تبحث عنه إسرائيل، التي أصبحت، طبقاً لهؤلاء، تمارس نوعاً من «الابتزاز» تجاه حليفتها، بالتزامن مع ازدياد «الشرخ» بين نتنياهو وإدارة جو بايدن الديموقراطية.
وفي السياق، نقلت صحيفة «غلوبال تايمز» الصينية عن أحد الخبراء قوله إنّ إيران كانت تعتزم، من خلال هذا الهجوم، الرد بـ «ندية»، وباستراتيجية «الدماء مقابل الدماء»، كتحذير لإسرائيل بـ «عدم التصرف بتهور»، مشيراً إلى أنّ ميزة الطائرات المُسيّرة المستخدمة في الهجوم هي أنها عملية «من حيث الكلفة»، وعلى الرغم من أنّها «أهداف منخفضة وبطيئة وصغيرة، إلا أنّه يصعب على الخصم اعتراضها».
ويتابع صاحب هذا الرأي أنّه بالنسبة إلى إسرائيل، «وحتى في حال كانت (القبة الحديدية) قادرة على اعتراض الطائرات الانتحارية المُسيّرة، فحين تتعرّض لهجوم بعدد كبير من تلك الطائرات في وقت قصير، فإن نظام الدفاع الجوي سيواجه ضغوطاً كبيرة»، كما أنّ لدى إيران القدرة على تزويد «الجماعات المسلحة» الحليفة بها بمثل هذه الطائرات، ما يسمح باستخدام مواقعها الأمامية لشن هجوم منسّق على الدولة العبرية.
كذلك، أشار الخبير الصيني إلى أنّ أنظمة الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي الإسرائيلية غير قادرة على التصدي «بشكل كامل» للهجمات المكثفة بالصواريخ الباليستية والطائرات الانتحارية المُسيّرة، كما أنّه «بمجرد ضرب قواعد القوات الجوية الإسرائيلية»، ستصبح قدرة الجيش على شنّ الهجوم المضاد «أضعف».
وفي تقرير منفصل، أوردت الصحيفة نفسها تقريراً جاء فيه أنّ رد طهران «كان مضبوطاً»، وهو يأتي، في المقام الأول، نزولاً عند «مطالب الشعب الإيراني»، ويهدف أيضاً إلى إظهار «القوة والتصميم» في وضع إقليمي مضطرب.
كما أشارت «غلوبال تايمز»، نقلاً عن مراقبين، إلى أن أي تصعيد كبير في المستقبل سيكون رهن الرد الإسرائيلي المحتمل.
ورأى هؤلاء أنّ استهداف إسرائيل لإيران قد يكون، بالدرجة الأولى، بمثابة «خطوة استراتيجية لإشراك الولايات المتحدة في الصراع»، من أجل الحصول على المزيد من الدعم الأميركي الذي شهد تراجعاً أخيراً، مشيرين إلى أنّ الولايات المتحدة تتطلع، بلا شك، إلى تجنب مثل هذا السيناريو، باعتبار أنها لا تريد «تخصيص الكثير من الموارد للشرق الأوسط، بشكل يؤثر سلباً على المساعدات التي ترسلها إلى أوكرانيا، ويضر بمخططاتها الاستراتيجية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ».
ويستند المراقبون في تقديراتهم إلى معطيات أوردتها وسائل الإعلام الغربية نفسها، أفادت بأنّ بايدن أبلغ نتنياهو، مباشرة في أعقاب الهجوم، بأنّه «لن يدعم أي رد إسرائيلي ضدّ إيران»، فيما نقلت صحيفة «بوليتيكو» مثلاً، عن مصادر مطّلعة قولها إنّ الرسالة الرئيسية التي وجّهتها إدارة بايدن إلى الإسرائيليين، هي أن «يتوقفوا قليلاً، ويفكروا»، مشيرةً إلى أنّه فيما يتوقع المسؤولون الأميركيون أنّ إسرائيل سترد بشكل ما على الضربات الإيرانية، إلا أنّهم يتخذون جملة من الخطوات بهدف إقناع تل أبيب بشنّ «رد محدود»، بدلاً من هجوم مسلح شامل، يضمن «إنهاء حلقة الصراع» بين الطرفين بسرعة.
تعليقات