السبت 20 يونيو 1981 تأتي اللحظة و ينفضح كل شيء التقاريرٌ الخياناتٌ الخطبٌ الشعائرٌ الصراعٌ الطبقيٌ، كل شيء ينفضحٌ . في هذا الزم...
السبت 20 يونيو 1981
تأتي اللحظة و ينفضح كل شيء
التقاريرٌ الخياناتٌ الخطبٌ
الشعائرٌ الصراعٌ
الطبقيٌ،
في هذا الزمن،
كما في الأزمنة العليا، نشعٌ، و نظلٌ قابلين للإشعاع، لا نقولٌ هذا أوان الصمت، أو
ذلك كان، حين يقف الأطفالٌ و يتقدمون تختار الأرض أبناءها و الصوتٌ مكانه، و حين
يرفعون أيديهم و يهجمون يتجمهرٌ البياضٌ على خله، و الزغرداتٌ تقتحم المنسيَ فينا.
موسمٌ لا
كالمواسم، يفترشٌ الصرخةٌ، و يذهب بالحجارة نحو نهايتها. من المذاوذ و الملاجيء و
المخابيء، يخرجون أٌرجٌوانيين، بشفافيتهم المحدَدة يخترقون حرارة وسط النهار، كما
لو أن نطفة التكوين ثقبت جدار الرحم و اكتملت بفعل إرادتها. ثم جاء الدَمٌ و
النَدبٌ و الأغاني احتمت بهذيانها.
هم الأطفالٌ،
وحدهم الأطفالٌ، يكتفون بموتهم، في حفر يٌنشدونَ، شبهَ صامتين، شبهَ صاخبين،
عرباتُ، غبارٌ متاريسٌ، أحذيةٌ، معاولٌ، و صلاة الجنازة توحد هذا المدارَ الباحثَ
عن نقيضه. تذكَروا قليلا، تذكروا قليلا فقط.
- محمد بنيس
- مجلة "الثقافة الجديدة" العدد 21 - 1981
التعليقات