(وكالات): بكوفيته الحمراء وعصبته الخضراء التي كانت لا تفارقه كلما طل على الشاشة لبث كلماته وبياناته المصورة، وبصوته الحاد، عرف "أبو عبي...
(وكالات): بكوفيته الحمراء وعصبته الخضراء التي كانت لا تفارقه كلما طل على الشاشة لبث كلماته وبياناته المصورة، وبصوته الحاد، عرف "أبو عبيدة" الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
لم يكن "أبوعبيدة" مجرد لقب إعلامي عابر، بل إلى رمز وأيقونة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
ويعد "أبو عبيدة" رمزا للمقاومة الفلسطينية منذ ظهوره البارز في 25 يونيو 2006، ليعلن تنفيذ المقاومة عملية "الوهم المتبدد" التي أدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين وأسر الجندي جلعاد شاليط.
اسمه حذيفة سمير الكحلوت ولد في 11 فبراير 1984 في السعودية، وعاش في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وتلقى تعليمه في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
نشط في الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس في مدرسة أحمد الشقيري الثانوية شمالي قطاع غزة.
وتخرج من الثانوية العامة بتفوق من الفرع العلمي عام 2002، ومن ثم بدأ دراسة الهندسة، ثم حوّل إلى كلية أصول الدين.
ظهر "أبو عبيدة" أول مرة في مؤتمر صحفي من داخل مسجد "النور" شمالي القطاع خلال معركة "أيام الغضب" في أكتوبر عام 2004، والتي أطلقتها فصائل المقاومة ردا على اجتياح الاحتلال لشمالي القطاع.
ومنذ ذلك التاريخ، أصبح الواجهة الإعلامية للقسام وارتبط اسمه بإعلاناتها عن العمليات العسكرية والتصدي للتوغلات الإسرائيلية.
وشغل"أبو عبيدة" منصب مسؤول الإعلام العسكري في القسام، وكان مقربا من القائد العام للكتائب محمد الضيف.
وعقب الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة عام 2005، حمل أبو عبيدة رسميا صفة الناطق الإعلامي باسم كتائب القسام.
وبصفته رئيس دائرة الإعلام العسكري في القسام، أشرف على أقسام عدة منها التوثيق والتصوير، وإدارة المنصات الإعلامية، وإصدار البيانات المرئية والمكتوبة.
وخلال معركة "طوفان الأقصى" التي انطلقت في السابع من أكتوبر 2023 واستمرت لمدة عامين، أصبح "أبو عبيدة" رمزا وعنوانا لصوت الميدان وأحداثه.
وفي عام 2024، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على "أبو عبيدة" بصفته المتحدث باسم القسام.
وآخر ظهور لأبو عبيدة كان في مقطع مصور بتاريخ 18 يوليو 2025، أكد فيه أن الفصائل الفلسطينية جاهزة لخوض "معركة استنزاف طويلة" ضد إسرائيل.
وفي 30 غشت 2025، استهدفت الطائرات الإسرائيلية "أبو عبيدة" في حي الرمال غربي مدينة غزة، وأعلنت كتائب القسام يوم 29 ديسمبر 2025 رسميا عن مقتله.
القسام تعلن "أبو عبيدة " ناطقا رسميا جديدا
أعلنت "كتائب القسام" مقتل قائد أركانها مع الناطق باسمها وعدد من قادتها، خلال حرب الإبادة التي شنتها إسرائيل على القطاع واستمرت عامين.
وقالت "القسام" في كلمة مصورة لناطقها الجديد (لم تكشف اسمه): "نزف بكلِ فخر واعتزاز القائد الكبير محمد السنوار، قائد أركانِ كتائب الشهيدِ عز الدينِ القسام، صاحب العقلية الفذة، الذي قاد الكتائب في مرحلة بالغة الصعوبة، خلفاً لشهيد الأمة الكبير، أبو خالد (محمد) الضيف".
ولم تعلن عن ظروف مقتل السنوار، لكن إسرائيل ادعت في 8 يونيو الماضي العثور على جثمان جنوبي قطاع غزة يعود له دون مزيد من التفاصيل.
ومحمد هو شقيق يحيى السنوار، الرئيس الأسبق للمكتب السياسي لـ"حماس" الذي اغتالته إسرائيل في 16 أكتوبر 2024، وقد خلف محمد الضيف في قيادة أركان القسام.
وفي 30 يناير الماضي، أعلنت "القسام" مقتل قائدها العام محمد الضيف و6 من أعضاء مجلسها العسكري، بينهم مروان عيسى نائب قائد هيئة الأركان خلال الإبادة الإسرائيلية، دون ذكر تفاصيل عن عمليات اغتيالهم.
كما أعلنت اليوم مقتل قائد لواء رفح محمد شبانة، وقالت إنه "ارتقى برفقة يحيى السنوار (رئيس المكتب السياسي السابق لحماس في غزة)"، إضافة إلى حكم العيسى، وقالت إنه كان له دور في قيادة مواقع مختلفة من أبرزها التدريب والكليات العسكرية وركن الأسلحة القتالية".
وفي 17 أكتوبر 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل يحيى السنوار في اشتباك مسلح بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وفي اليوم التالي أكدت "حماس" ذلك.
وأضافت "كتائب القسام" اليوم: "كما نزف الشيخ الشهيد رائد سعد قائد ركنِ التصنيع، قائد ركن العمليات الأسبق".
وقال الناطق الجديد باسم القسام في الكلمة إن "السابع من أكتوبر كان انفجارا مدويا في وجهِ الظلمِ والقهرِ والحصارِ، لتصحيح المسار وإعادة القضية إلى الواجهة، وإيقاظ ضمائر الأحرار في الأمة والعالم، وفضح الاحتلال".
وشدد على أن "وقف إطلاقِ النارِ الذي دخل حيز التنفيذ قبل أكثر من شهرين، جاءَ ثمرة لصمود شعبِنا وثبات مقاوميه، ورغم كلِ ما جرى من اعتداءات وخروقات تجاوزت كل الخطوطِ الحمراء، أدت المقاومة ما عليها منَ التزامات، وتعاملت بمُنتهى المسئولية، مراعاة لمصالحِ شعبنا، وتفويتا للفرصة على الاحتلال".
وأوضح أن "الاحتلال يحاول اختلاق الذرائعِ الكاذبةَ، للعودة إلى سفكِ الدماء"، مشددا على أن "حق الرد على جرائم الاحتلال أصيب ومكفول".
ودعا ناطق القسام لإجبار إسرائيل على الالتزام بما اتفقت عليه.
وأضاف: "نهيب بكل من يهمه الأمر أن يعمل على نزح سلاح الاحتلال الفتاج الذي استخدم ولا يزال في إبادة أهلنا والعدوان على دول المنطقة، بدل الانشغال ببنادق الفلسطينيين الخفيفة، التي يحاول أن يتخدها حجة لتخريب الا تفاق".
وأكد أن الشعب الفلسطيني يدافع عن نفسه، وأنه "لن يتخلى عن سلاحه طالما بقي الاحتلال، ولن يستسلم ولو قاتل بأظافره".
ودعا إلى إغاثة غزة، وقال إنها لا تزال تعاني الأمرين، "وواجب عليكم إغاثتها والتخفيف من معاناتِها وأنتم قادرون على ذلك، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لأهلها بعد أن تخلى الكثير عنهم حين كانوا يتعرضون للإبادة، ولْتعلموا أن من يصمِت عنِ ظلم أشقائه في العروبة والإسلام".
وأضاف: "واجب الوقت على الأمة أن تقف صفا واحدا في وجه عدوِها الأول، الذي يضيف إلى بنك أهدافه كل يوم عاصمة من عواصمها، ويريد أن يجعل من دولِ المنطقة بوابة لإقامة ما يسميه إسرائيل الكبرى".
وبدأت إسرائيل في 8 أكتوبر 2023 حرب إبادة جماعية بدعم أمريكي، استمرت لعامين، وخلفت أكثر من 71 ألف قتيل فلسطيني، وما يزيد عن 171 ألف جريح، ودمارا هائلا طال 90 بالمئة من البنى التحتية المدنية، بتكلفة إعمار قدرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
وانتهت الإبادة، باتفاق وقف إطلاق نار دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر 2025، خرقته إسرائيل نحو ألف مرة بالقصف وإطلاق النيران وعمليات التوغل، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من الفلسطينيين.




تعليقات