أعاد تحقيق نشرته صحيفة " لوموند" الفرنسية، تركيب أحداث العنق بالفليعة ووجدة التي واكبت احتجاجات جيل زد تحت عنوان: " المغرب:...
أعاد تحقيق نشرته صحيفة " لوموند" الفرنسية، تركيب أحداث العنق بالفليعة ووجدة التي واكبت احتجاجات جيل زد تحت عنوان: "المغرب: ماذا تكشف صور المتظاهرين من "جيل زد" الذين قُتلوا وأُصيبوا على يد قوات الأمن ا؟".
وصفت الصحيفة الاحداث التي بدأت ليلة 30 شتنبر وامتدّت حتى الفجر الأول من أكتوبر، في مدينتي القليعة ووجدة، بأحداث دامية ، تحولت إلى مسرح لسلسلة من الحوادث العنيفة التي خلفت قتلى ومصابين في ظروف.
خمسة شباب هم عبد الصمد أوبلا، عبد الحكيم الدرفيضي، محمد الرحالي، أمين بوسعادة والطيبي عبد الغفور، وجدوا أنفسهم في قلب مواجهات انتهت بمقتل البعض وإصابة آخرين بجروح بليغة بعد تدخل قوات الأمن، وفق ما وثّقته صحيفة “لوموند” الفرنسية في تحقيق بصري متكامل اعتمد على شهادات عائلات الضحايا، ومعطيات ميدانية، ومقاطع فيديو، ونماذج ثلاثية الأبعاد للمواقع.
تبدأ خيوط القصة، كما يعرضها تحقيق لوموند، في محاذاة جامعة محمد الأول بوجدة حيث خرج بعض المحتجين من تجمعات مرتبطة بحركة “جيل زد” في حوالي الساعة السادسة مساء، ظهرت أولى ملامح التوتر حين كان نحو عشرين مشاركا متجمعين قرب الطريق، لتقترب سيارة شرطة بسرعة قبل أن تصطدم بأحد الشبان.
وفق التساؤل المفتوح الذي طرحته الصحيفة: “هنا ماذا حدث حقا؟”. وقد تمكن فريق التحقيق من تجميع مقاطع مصورة نُشرت لاحقا في 16 أكتوبر، تُظهر لحظة دهس أحد الشبان”. وتقول الوثيقة إن سيارة الأمن تتقدم بسرعة لتدهس الشاب الذي كان في مسارها، ثم تواصل تقدمها رغم أن الشاب لا يبدو في وضع يشكل خطرا يبرر هذا التدخل العنيف.
تبدأ خيوط القصة، كما يعرضها تحقيق لوموند، في محاذاة جامعة محمد الأول بوجدة حيث خرج بعض المحتجين من تجمعات مرتبطة بحركة “جيل زد” في حوالي الساعة السادسة مساء، ظهرت أولى ملامح التوتر حين كان نحو عشرين مشاركا متجمعين قرب الطريق، لتقترب سيارة شرطة بسرعة قبل أن تصطدم بأحد الشبان.
وفق التساؤل المفتوح الذي طرحته الصحيفة: “هنا ماذا حدث حقا؟”. وقد تمكن فريق التحقيق من تجميع مقاطع مصورة نُشرت لاحقا في 16 أكتوبر، تُظهر لحظة دهس أحد الشبان”. وتقول الوثيقة إن سيارة الأمن تتقدم بسرعة لتدهس الشاب الذي كان في مسارها، ثم تواصل تقدمها رغم أن الشاب لا يبدو في وضع يشكل خطرا يبرر هذا التدخل العنيف.
وفي الليلة نفسها، تقول الوثيقة إن شابا آخر أصيب في موقع “متشابه” بالقرب من الساعة العاشرة ليلا، وذلك إثر مرور سيارتين للشرطة بسرعة كبيرة في محيط مستشفى المدينة. وتصف اللقطات، كما نقلتها الصحيفة، سيارة ثانية “تسجل شخصين”، أحدهما يسقط مباشرة تحت الصدمة، فيما ينهض الثاني بعد لحظات مضطربا قبل أن يسقط ثانية. وقد تمكّنت الصحيفة من التعرف إلى أحد المصابين ويدعى الطيبي عبد الغـــفور، وهو شاب يبلغ من العمر 18 عاما ويعمل في مهنة مرتبطة بالخياطة أو الملابس، بحسب ما ينقله التحقيق.
ويذكر عبد الغفور روايته قائلا إنه كان “يسير في المنطقة عائدا من العمل”، وإنه حاول مساعدة شخص في وضع حرج، قبل أن تصدمه سيارة الشرطة. وتوضح الوثيقة أن عبد الغفور فقد الوعي بعد الاصطدام، ليُنقل لاحقا إلى مستشفى الفارابي في وجدة، حيث مكث للعلاج إلى اليوم التالي.
وفي أعقاب هذه الأحداث التي هزّت المنطقة الشرقية، تتوسع الصحيفة في طرح سؤالها المركزي: “ما الذي حدث حقا حول ثكنة الدرك الملكي خلال الليلة الأولى من أكتوبر في القليعة؟”. فبينما أعلنت السلطات في اليوم التالي أن “ثلاثة أشخاص قتلوا وكثيرا من الأشخاص الآخرين مصابين إثر تدخل الدرك الذي كان في حالة دفاع حقيقية”، كشفت المقاطع المصورة التي حصلت عليها الصحيفة عن معطيات تختلف عن الرواية الرسمية. فقد أظهرت بعض اللقطات استخداما مفرطا للقوة في مواقع متعددة، إضافة إلى عمليات دهس غير مبررة في سياقات لم يكن فيها أي تهديد مباشر ظاهر، بحسب تحليل الصحيفة.
وتورد الوثيقة أن السلطات شاركت بدورها بعض الصور والفيديوهات التي تقول إنها تظهر عناصر من الدرك أو الأمن يتعرضون لاعتداءات من جانب مشاركين في التجمع، بينما حاول تحقيق لوموند “مناقشة هذه الأشياء في الفيديوهات المقاطعة من أجل المشاركين وقاموا بحقيقها وقراءتها في هذا الشيء الثلاثي”، في إشارة إلى المراجعة الثلاثية للفيديوهات والصور والنمذجة ثلاثية الأبعاد. وتخلص الصحيفة إلى أن الصورة كانت مشحونة بما يكفي لتوفّر مبررا محتملا لاستخدام القوة وفق الرواية الرسمية.
وقد استمرت السلطات، وفق لوموند، في “مشاركة بعض الصور الفيديوهات للدرك الملكي” التي حاولت من خلالها توضيح روايتها، فيما واصل التحقيق الصحفي تفكيك المواد المصورة ومقارنتها بالشهادات الميدانية للوصول إلى أكثر صورة ممكنة للدقائق التي سبقت دهس الضحايا أو ملاحقتهم.
اعتمدت الصحيفة الفرنسية على “نمذجة ثلاثية الأبعاد” لتوفير تصور دقيق لحركة السيارات ومسارات الضحايا، وذلك لتعويض النقص الحاد في دقة الصوت والصورة في المواد الأصلية، حيث تشير الوثيقة أكثر من مرة إلى أن الفيديوهات “لا تُظهر أصواتا أساسية” في اللحظات الحاسمة، وأن بعضها “لا تظهر خطرا خاصا”، وأن أجزاء منها كانت “مقتطعة أو مشوشة”.
وتُظهر المقاطع التي تمكن فريق التحقيق من ترتيبها زمنيا أن عمليات الدهس وقعت في ساعات مختلفة بين السابعة مساء والتاسعة ليلا تقريبا، وأن أحد المقاطع التي نُشرت على “ديسكورد” في الساعة 21:05 ساعدت على تأكيد أن صدمة أمين بوسعادة وقعت “بين الساعة السابعة والتاسعة مساء”.
ويبقى السؤال الأكثر إلحاحا الذي تطرحه الصحيفة: كيف تطورت الاحتجاجات أو التجمعات إلى نقطة انتهت بمقتل ثلاثة وإصابة آخرين؟ وهل كان تدخل قوات الأمن متناسبا مع الوضع؟ وإذا كانت السلطات تقول إن عناصر الأمن كانوا في “حالة دفاع حقيقية”، فما الذي توضحه المقاطع التي تظهر عمليات دهس متوالية لا يبدو فيها تهديد مباشر؟ هذه الأسئلة، كما تشير الوثيقة، لا تزال بلا إجابات نهائية، في ظل روايات متضاربة وصور مبتورة وأحداث تمتد من شوارع القليعة إلى مستشفيات وجدة والرباط.
لكن التحقيق، رغم محدوديته بسبب رداءة بعض المواد، يقدم صورة أولية عن ليلة مضطربة انتهت بمآسٍ إنسانية، وكان من بين ضحاياها شباب في مقتبل العمر، مثل أمين بوسعادة والطيبي عبد الغفور وشباب آخرين ذكرت أسماؤهم في بداية التحقيق الصحفي، وجدوا أنفسهم في مسار سيارات أمنية تتحرك بسرعة وسط حالة من الفوضى والارتباك.
وبين الرواية الرسمية وصور الهواتف المحمولة، تبقى الحقيقة موزعة بين ما أمكن تأكيده وما بقي غامضا بانتظار تحقيقات قضائية أو تقنية أكثر دقة، في حين تتشبث الأسر بما تبقى من أمل في معرفة ما حدث فعلا في تلك الساعات الحاسمة بين 30 شتنبر و1 أكتوبر.

تعليقات