الغربال أنفو - (وكالات): ذكرت وسائل الإعلام الرسمية المغربية أن 22 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 16 آخرون جراء انهيار بنايتين(أربعة طوا...
الغربال أنفو - (وكالات): ذكرت وسائل الإعلام الرسمية المغربية أن 22 شخصا على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 16 آخرون جراء انهيار بنايتين(أربعة طوابق) متجاورتين بمدينة فاس، إحدى أقدم المدن في المغرب، مشيرة إلى أن البنايتين كانتا تعانيان من الإهمال منذ فترة.
وكانت السلطات المحلية بعمالة فاس أفادت، صباح اليوم، أنه، وفي حصيلة أولية، لقي 20 شخصا مصرعهم، فيما أصيب 16 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة،.
وتم نقل المصابين إلى المركز الاستشفائي الجامعي بفاس لتلقي العلاجات الضرورية، فيما تتواصل عمليات البحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض.
وقال عبد الرحيم العمراني (37 عاما) لوكالة (رويترز) وهو شاهد من السكان “كنت مارا بعد منتصف الليل بقليل، مع صديق لي بالقرب من مكان الحادث حيث أقطن فتفاجأت بالانهيار، سمعنا الصرخات من تحت الأنقاض، عملنا ما بوسعنا لانتشال شخص، لكن السلطات كانت قد وصلت ومنعت الاقتراب”.
وأضاف “هناك بناية مكونة من خمس عائلات والأخرى من أربع، كانوا يقطنون في السكن العشوائي قبل أن تقوم الدولة بمنح تراخيص للسكن لهم 2007، وكل عائلة قامت بالبناء لنفسها”.
وقال شاهد آخر إن المنطقة “جديدة نسبيا، والبناء فيها حديث”.
ورفض مصدر من السلطات إعطاء تفاصيل ل(رويترز)، وقال إنه لم تتوفر له كافة المعطيات حاليا، مضيفا أنه طوال الليل وحتى السادسة صباحا كان يساعد في عملية الإنقاذ، وأن “الأمر فضيع ومحزن”.
وتشهد مدينة فاس، وهي عاصمة سابقة يعود تاريخها إلى القرن الثامن وثالث أكبر مدن المغرب من حيث عدد السكان، قبل شهرين موجة من الاحتجاجات المناهضة للحكومة بسبب تدهور الأوضاع المعيشية وضعف الخدمات العامة.
ويتركز معظم سكان المغرب ومراكزه المالية والصناعية وبنيته التحتية الحيوية في شمال غرب البلاد، بينما تعتمد بقية المناطق على الزراعة وصيد الأسماك والسياحة.
وفي أكتوبر ، كشفت اضطرابات قادها شباب عن غضب عميق بسبب الفقر وتدهور الخدمات العامة، في وقت تمضي فيه الحكومة قدما في تنفيذ مشاريع بنية تحتية طموحة وافتتاح ملاعب حديثة استعدادا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2030.
وتحولت الاحتجاجات في المدن الكبرى، التي استلهمت من حركات مماثلة في نيبال ومدغشقر وبيرو، إلى أعمال شغب في بلدات ريفية ومناطق نائية. وقُتل ثلاثة أشخاص بالرصاص في أثناء محاولتهم اقتحام مقر أمني، كما اعتُقل أكثر من 400 شخص قبل أن تنحسر أعمال العنف.
في ماي، قضى تسعة أشخاص جراء انهيار مبنى سكني في فاس. وقال مصدر من السلطات المحلية لوكالة فرانس برس إن المبنى “كان مدرجا على قائمة المباني المهددة بالانهيار، وقد صدر أمر إخلاء لسكانه”.
وفي فبراير 2024، لقي خمسة أشخاص حتفهم في انهيار منزل في المدينة القديمة بفاس.
وفي عام 2016، وفي غضون أسبوع واحد، قضى طفلان في انهيار منزل في مراكش (غربا)، بينما أسفر انهيار مبنى مكون من أربعة طوابق في الدار البيضاء عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 24 آخرين.
في السياق، طالب محمد الغلوسي، رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، بفتح تحقيق في “فاجعة فاس” يشمل الجميع، ويرتب المسؤوليات، ويوقع الجزاءات طبقا للقانون.وقال الغلوسي في تدوينة على حسابه بفايسبوك، إن الحادث “يجعلنا نردد ونذكر دوما وأبدا، دون ملل أو كلل: لا بد من ربط المسؤولية بالمحاسبة، وإنهاء حالة الإفلات من العقاب والتمييز في إعمال القانون”، سواء تعلق الأمر بهشاشة البنيات التحتية التي تكشفها وتعري حقيقتها بعض التساقطات المطرية، أو بالزلزال الذي ضرب مناطق في الأطلس الكبير، أو بميزانيات ضخمة وصفقات كبرى وبرامج بتمويلات ودعم عمومي كبير تُستعمل لتقويض التنمية وخدمة المصالح الخاصة، ومراكمة الثروة ضدّ المصالح العليا للوطن.
وعبّر الغلوسي عن “أسفه” لمرور ما وصفه بـ”الفضائح والفساد” في وضح النهار، ويبقى المسؤولون عن الأزمات والفضائح والانتكاسات دون عقاب أو محاسبة، قائلا: “حدث ذلك ويحدث، وتغوّل الفساد، وساد الإفلات من العقاب، وبقي المتسببون في مصائبنا في أماكنهم، بل ومنهم مَن تسلّق كل السلاليم الإدارية والاجتماعية”.
وجدّد الناشط الحقوقي مطالبته بفتح تحقيق معمق وشامل “لا يستثني أحداً”، مشيراً إلى تداول أخبار (لم يتم بعد التأكد من صحتها) تتحدث عن أن الترخيص شمل طابقين في تلك العمارات، والحال أن البناء وصل إلى أربعة طوابق.
ولقي 19 شخصا مصرعهم، وأصيب 16 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، في حصيلة أولية لانهيار بنايتين من أربعة طوابق ليل الثلاثاء–الأربعاء في حي المستقبل بالمنطقة الحضرية المسيرة بمدينة فاس، وفق ما أعلنت السلطات المحلية.


تعليقات