دانييل بنسعيد في نهاية نوفمبر الأخير، عقد بموسكو مؤتمر مجموعة Vperiod ("إلى الأمام! ")، وهي منظمة سياسية ماركسية روسية...
![]() |
دانييل بنسعيد |
في نهاية نوفمبر الأخير، عقد بموسكو مؤتمر مجموعة Vperiod ("إلى الأمام! ")، وهي منظمة سياسية ماركسية روسية صغيرة أغلب أعضائها من الشباب. على الرغم من صغر حجمها، فهي ناشطة داخل حركة مناهضة للعولمة، كما في دعم نضالات العمال. ينشط هؤلاء المناضلون الملتفون حول جريدتهم، في مدن روسية مثل ساراتوف، ياروسلاف، سمارة، سانت بطرسبرغ أو حتى تيومين.
هم يواجهون وضعا صعبا للغاية. السيد المطلق للإعلام، للبرلمان، للمؤسسات والنقابات، فلاديمير بوتين تمكن فعلا من استغلال سلبية السكان الذين يعانون، في معظمهم، من الآثار المدمرة لقوانين السوق بلا جهاز للحماية والذين يجب عليهم أن يضمنوا بشكل متزايد معيشهم اليومي بواسطة "تدبيرهم" الشخصي.
في مواجهة تعدد الهجمات المعادية للمجتمع والقمع ضد النقابيين المستقلين، بدأت المقاومة الشعبية في الظهور. نقابتانان مستقلتان سعتا جاهدتين لتنظيم أنفسهما ضد الاتحاد الرسمي: الأكثر راديكالية، زاشيتا لديها حوالي 90،000 عضوا، واتحاد العمل يضم ما يقرب من مليون عضو.
قرر 40 ناشطا ممن حضروا في مؤتمر Vperiod القيام بحملة ضد إصلاح الجامعات، زيادة الدعم لهاتين النقابتين، والمشاركة النشيطة في جريدة سوف يتم فيها تقييم تدخل هؤلاء النقابيين. وأخيرا، شرعت لجان المقاومة الشعبية تتشكل بناء على مواضيع السكن، الصحة أو المعاشات التقاعدية.
دعي آلان كريفين (عضو في الرابطة الشيوعية الثورية) إلى مؤتمر Vperiod ، كما وجهت الدعوة كذلك لمناضلات ومناضلين من الشباب الشيوعي الفرنسي. دانيال بنسعيد - الفيلسوف، وهو أيضا عضو في نفس الرابطة، الذي سيشارك في 19 يناير المقبل، في جنيف، في واحدة من "المقاهي السياسية" ذات الصلة - يجيب في الحوار التالي على أسئلة بعض الأعضاء من Vperiod حول راهنية الماركسية. هذه الأسئلة تطرح علينا نحن أيضا. لذلك نترجم بعض المقتطفات من هذا الحوار الذي يبقى نصه الكامل متاحا على www.solidarites.ch.
ترجمة: أحمد رباص
بالنسبة لإعادة بناء حركة عالمية، فهذه مسألة ما زالت فضفاضة أكثر. البعض يقارن الحركة المناهضة للعولمة، منتدياتها العالمية والقارية، ببدايات الأممية الاشتراكية الأولى: تجمع النقابات، الحركات الاجتماعية، التيارات السياسية الأقل تحديدا. فعلا، هذا موجود . والعولمة الرأسمالية - هذا هو جانبها الإيجابي - تدفع لتقارب دولي بين الحركات (تماما مثلما أن المعارض العالمية في القرن التاسع عشر قد أتاحت الفرصة لعقد الاجتماعات التي انبثقتت منها الأممية الاشتراكية الأولى ).
ولكن هناك فرق. هنا، مرة أخرى، نعلم أن القرن العشرين كان موجودا وأن الانقسامات والتيارات السياسية التي هي نتاج هذه التجربة لن تتلاشى بين عشية وضحاها. ونحن لن نعيد ضبط العدادات عند الصفر. هذا هو السبب في أن تلك التقاربات واللقاءات مثل تلك التي تتم في المنتديات إيجابية وضرورية.
لا أحد يستطيع التنبؤ اليوم بما سيترتب عن ذلك. هذا سوف يتوقف على المعارك، والتجارب السياسات الجارية، كما في أمريكا اللاتينية أو في الشرق الأوسط. نحن أبعد ما نكون عن استنفاد هذه المرحلة الأولى من إعادة البناء. هناك إمكانيات للتوسع في آسيا، وفي أفريقيا. ولكن شرط ودليل نضج هذه الحركة سوف يتجسدان في قدرتها على الحفاظ على الوحدة في العمل، وفي توسيعه حتى، دون تحديد أو فرض رقابة على المناقشات السياسية الضرورية. ومن الواضح أن المرحلة الأولى من المقاومة، ما أدعوه ب"اللحظة الطوباوية" ( قياسا إلى الحركة الاشتراكية التي ولدت في سنوات 1830-40)، قد انتهت.
إقرأ الأجزاء السابقة لهذه الترجمة من هنا
إن صيغة "تغيير العالم دون أخذ السلطة" شاخت مبكرا بعدما لاقت بعض الصدى في أمريكا اللاتينية بالأخص، دون أن يقتصر عليها الأمر). بينما ثبت اليوم أن أخذ السلطة ضروري لتغيير العالم. يصعب أن نتصور اليوم انعقاد منتدى اجتماعي يتفادى طرح أسئلة التوجيه السياسي ويرفض أن يستخلص حصيلة تقارن بالتجارب البرازيلية، الفنزويلية، البوليفية، ...والكوبية. ويصعب أن نتصور منتدى أوربيا لا يناقش بديلا أوربيا عن الاتحاد الأوربي الليبرالي والإمبريالي.
من هذا المنظور، يكون من المتناغم والمتكامل على أحسن وجه المساهمة في هذه التجمعات الموسعة والحفاظ على ذاكرة ومشروع محمولين على (عاتق) تيار سياسي له تاريخه الخاص وبنياته التنظيمية الخاصة.
يعد ذلك أيضا شرطا للوضوح ولاحترام الحركات التوحيدية. التيارات التي تضطلع علانية بهويتها السياسية الخاصة هي الأكثر هيمنة. إذا كان صحيحا، كما ردد فيلسوف فرنسي، أنه لا توجد طاولة ممسوحة في السياسة، وأننا "نبدأ دائما من الوسط"، فعلينا إذن أن نكون قادرين على الانفتاح على الجديد دون الخروج عن خط التجارب المكتسبة.
(انتهى)
تعليقات