الحملة لمقاطعة إسرائيل لمنظمي مهرجان “طنجاز″ بالمغرب: ألغوا المشاركة الإسرائيليّة والفنانون العرب يلغون مُشاركتهم بمهرجان بألمانيا لأنّه...
الحملة لمقاطعة إسرائيل لمنظمي مهرجان “طنجاز″ بالمغرب: ألغوا المشاركة الإسرائيليّة والفنانون العرب يلغون مُشاركتهم بمهرجان بألمانيا لأنّه تحت رعاية سفارة تل أبيب
الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
وجهّت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل رسالةً مفتوحة إلى منظمي مهرجان “طنجاز″ الدوليّ في المغرب لإلغاء المشاركة الإسرائيليّة السادة منظمي مهرجان طنجاز الدوليّ. وجاء في الرسالة، التي حصلت “رأي اليوم” على نسخةٍ منها:”نراسلكم من الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) — وهي عضو مؤسس في حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) والتي تمثل أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والمهجر، لمناشدتكم لإلغاء الحفل التطبيعي المقر للفنانة الإسرائيلية ناعوم في مهرجان “طنجاز″ في الخامس عشر من الشهر الجاري، أيْ اليوم.
ولفتت الرسالة إلى أنّ ناعوم ليست إسرائيلية فحسب، بل إنّها تفتخر بخدمتها في سلاح الجو الإسرائيلي وفي فرقته الفنيّة بين عامي 2000 و2002، أي خلال انتفاضة الأقصى التي ارتكب فيها الجيش الإسرائيلي مجازر بشعة بحق الفلسطينيين الأبرياء. كما أنها تلقت دعمًا ماليًا لمدة ستة أعوام متتالية من (The America-Israel Cultural Foundation)، وهي إحدى مؤسسات اللوبي الصهيونيّ التي تسعى لتلميع وجه إسرائيل وتبييض جرائمها بحق أبناء الشعب الفلسطيني.
علاوةً على ذلك، أشارت الرسالة إلى أنّ استضافة فنانة إسرائيلية تفتخر بمشاركتها في الجيش الإسرائيلي الإجراميّ لا يمكن إلّا أنْ يؤدي للتنكر حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، وأنْ يغطي على جرائم نظام الأبارتهايد والاستعمار-الاستيطاني الإسرائيلي، في الوقت الذي تزيد فيه حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة من وتيرة الاستيطان والعدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية بما فيها القدس، والنقب ويافا والجليل، وتشدد الحصار الإبادي على قطاع غزة.
وتتزامن استضافة الفنانة الإسرائيلية، جاء في الرسالة، مع محاولات الاحتلال الإسرائيلي تقييد حرية الفلسطينيين في الحركة والعبادة في المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، والتي قوبلت برفض شعبي عارم نجح في النهاية في إلغاء ما فرضه الاحتلال.
ونوهّت الرسالة أنّ انتصار شعبنا في القدس أكّد من جديد أن الاستعمار والاضطهاد لا ينتهيان من خلال الاستجداء والتطبيع بل بالمقاومة خاصة الشعبية والتي تشكل حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) أحد أهم أساليبها. ويتزامن هذا الحفل التطبيعي أيضاً مع اشتداد الحصار الإبادي الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة والذي أدانته منظمات تابعة للأمم المتحدة ومنظمات حقوق إنسان عالمية.
وخلُصت الرسالة إلى القول: بناءّ على ذلك، فإننّا نتوجّه لكم مجددًا للالتزام بمبادئ مقاطعة إسرائيل ومناهضة التطبيع التي تؤيدها الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطينيّ، والتي لطالما دعمها الشعب المغربي الشقيق المعروف بتضامنه الهائل مع نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه غير القابلة للتصرف بموجب القانون الدوليّ، على حدّ قول الرسالة.
إلى ذلك، وفي الوقت الذي تتزايد فيه الجهود الغربية الرامية إلى توريط النخب العربية في أنشطة تطبيعية مع إسرائيل، ربح منطق المقاطعة جولة جديدة في الحرب الثقافية الطويلة والمستمرة مع إسرائيل. وخلال الأيّام الماضية، بُذلت جهود حثيثة من قبل “الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل” (PACBI) و”حملة مقاطعة داعمي إسرائيل ــ لبنان” ومجموعة من الأفراد والفنانين والمثقفين الداعمين لهذه القضية، للتحاور مع الفنانين العرب المشاركين في مهرجان Pop-Kultur الفنيّ في برلين، الذي ترعاه سفارة تل أبيب.
أوّل المستجيبين لهذه الأصوات كانت فرقة “مزاج راب” السورية التي اتخذت قرارها تلقائياً، تبعتها فرقة “إسلام شيبسي” المصرية. ثم جاء دور الدي. جاي الحلبي المقيم في الولايات المتحدة الأميركية Hello Psychaleppo. ولم يمض وقت طويل قبل أن تُعلن المغنية التونسية الشابة آمال مثلوثي انسحابها من الحدث الضخم الذي سيجري في العاصمة الألمانية.
وتثمينًا للاستجابة السريعة التي أبداها الفنانون الأربعة، أصدرت PACBI بيانًا شكرتهم فيه، لا سيّما أنّ المهرجان أعلن عن مشاركة السفارة الإسرائيلية في رعايته على موقع رسمه قبل أيام قليلة من انطلاقته، معتبرة أنّ هذا الموقف مشرّف ويدلّ على التزام بمبادئ العدالة والحرّية والمساواة والكرامة التي يناضل شعبنا الفلسطيني وشعوب المنطقة العربية كافة من أجل تحقيقها. كما تشكّل هذه نموذجاً لكل فنان/ة عربي/ة يعبّر عن رؤية إنسانية وفنية ملتزمة بحقوق الإنسان عالمياً، في مواجهة الاستبداد والاستعمار والعنصرية والاضطهاد بكل أشكاله.
وفي بيان آخر، أدانت PACBI قبول Pop-Kultur برعاية إسرائيل، واضعة هذه الخطوة في خانة التواطؤ من أجل تلميع صورة نظام الاحتلال الإسرائيلي والفصل العنصري، داعية جميع الفنانين المشاركين في هذا المهرجان إلى الوقوف في الصف الصحيح من التاريخ، أي إلى جانب المظلومين عبر إلغاء حفلاتهم في حال ما لم يلغ المهرجان هذه الرعاية المُخزية.
التعليقات