يتحدث الراحل بنسعيد آيت إيدر في الجزء الاول من مذكراته، تحت عنوان: “هكذا تكلم محمد بنسعيد”، وهي من إعداد وإخراج عبد الرحمن زكري
بعد حوالي ربع قرن لم ير فيه الحسن الثاني، حيث كان آخر لقاء جمعه به في أواخر الخمسينات من القرن الماضي، يتحدث الراحل بنسعيد آيت إيدر في الجزء الاول من مذكراته، تحت عنوان: “هكذا تكلم محمد بنسعيد”، وهي من إعداد وإخراج عبد الرحمن زكري، عن موقف شجاع ومثير وقع له حينها عندما رفض تقبيل يد الملك، يقول بن سعيد:
لم يكن أول لقاء يجمعني بالحسن الثاني، عندما دخلت إلى المغرب في بداية الثمانينات جيدا.
كان الآخرون يتقدمون و يسلمون بالانحناء على يده و تقبيلها. وجاء دوري فاكتفيت فقط بوضع يدي على كتفه...لكن ما إن هممت بالانصراف حتى أستوقفني و سالني بنبرة ذات مغزى:"شكون أنت؟" فكان ان أجبت بنفس النبرة "بنسعيد" و انصرفت.
عند عودتنا من أديس أبابا كان ثمة لقاء آخر مع الملك، لقاء دولة...وأعدت تماما ما قمت به في السابق، ...و هممت بالانصراف، إلا أنه استوقفني و دنا مني وهو يقول:"راه المخزن عندو تقاليد خاصك تحتارمها" لم أجبه و ذهبت لحال سبيلي.
..ثم جاء إدريس البصري...بادرني قائلا: آش هادشي درتي لينا مع سيدنا...ليس لي أي مشكل مع الملك، أما أن أقبل يده أو لا فهذا أمر يخصني لوحدي و لا يخص أي شخص آخر سواي.
كانت المسالة بالنسبة لي مسألة كرامة أولا و أخيرا."أنا ماشي شايط باش نبوس لدين"، و لا أملك سوى كرامتي.
كان ثمة لقاء آخر بيننا بأرفود. و قبل مجيء الحسن الثاني، كان إدريس البصري قد استدعاني و قال لي بصريح العبارة "خصك تبوس يد سيدنا فهو الذي طلب مني ذلك". قلت له: إني سأحترم البروتوكول أما تقبيل اليد فلاشأن لاحد به غيري، فأصر من جهته على أن أقبل اليد، و ألححت من جانبي على إلتزامي بالبروتوكول و كفى.
ثم جاء الملك و تقدمت للسلام عليه...نفس الانحناءة الخفيفة على مسافة منه، و نفس رد الفعل منه؛ لم يعجبه الامر.
فتقبيل اليد من أمارات الخنوع، ويرتبط بامتهان كرامة الانسان،...ثمة طرقا كثيرة لاظهار الاحترام لشخص الملك دون اللجوء ضرورة إلى تقبيل اليد، كما أنهم في الخارج يعيبون علينا مثل هذه القضية.
التعليقات