يسود قلق وسط المجتمع المغربي من ظاهرة يسمونها “داعش المجتمعية”، وهي قيام شباب بالاعتداء على المخالفين للأخلاق متقمصين دور شرطة “الأمر با...
يسود قلق وسط المجتمع المغربي من ظاهرة يسمونها “داعش المجتمعية”، وهي قيام شباب بالاعتداء على المخالفين للأخلاق متقمصين دور شرطة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”.
وعرف المغرب خلال الأيام الأخيرة حوادث تخلف جدلا سياسيا واجتماعيا كبيرا وسط المجتمع.
فقد أقدمت مجموعة من الشباب على اقتحام منزل في مدينة بني ملال وسط البلاد واعتدت بالضرب على شابين بتهمة أنهما مثليين كانا يمارسان الجنس. فقد جردوهما من الملابس وألقوا بهما في الشارع. ونشر المعتدون شريط الفيديو في اليوتوب.
وفي حادث آخر، قام شبان باقتحام منزل لشخص كان مع خليلته وأشبعوه ضربا، ونشروا شريط الفيديو في يوتوب للشخص وهو عاري ويتوسل المعتدين بالكف عن ضربه ويعرض عليهم الأموال.
والحالتان هما جزء من حالات تعرفها البلاد بين الحين والآخر. وتجد أشرطة الفيديو رواجا في شبكات التواصل مثل الفايسبوك.
ويعاقب المغرب على المثلية كما يعاقب على الجنس خارج إطار الزواج. وتصدر المحاكم أحكامها في القضايا الأخلاقية بشكل روتيني، وإن كانت أحكام مخففة وليس قاسية مثل بعض الدول العربية.
وتخلف هذه الاعتداءات جدلا قويا في المجتمع المغربي، وانبرت الجمعيات المهتمة بحقوق الإنسان لتدين الاعتداءات وتطالب السلطات بموقف حازم من المعتدين.
وينتهي المطاف بالمعتدين في السجن في الغالب، فقد اعتقلت السلطات الشباب الذين اعتدوا على مثلي بني ملال.
لكن القلق الذي يسود وسط الحقوقيين هو ارتفاع هذه الظاهرة التي يسميها الكثيرون “داعش المجتمعية”.
ومن الأحزاب التي بادرت الى التنديد والتنبيه الى ما يحصل حزب الاتحاد الدستوري، وهو ليبرالي، ويقول في بيانه الصادر أمس الأربعاء ” ‘وبعيدا عن طبيعة النظرة التي يحملها كل منا للشذوذ الجنسي فإن ما حدث في بني ملال، وقبله في كل من فاس وأكادير، ينم عن تنامي سلوك مجتمعي جديد وخطير في ذات الوقت، ذلك أنه سلوك يرصد، ويتعقب، ويداهم، ويصور، ويعنف، ويشهر، وهو في كل ذلك يمارس سلطات هي في الأصل بين يدي مؤسسات مختصة”.
وطالب رئيس حركة ضمير الشاعر صلاح الوديع طالب الوديع الدولة المغربية بزجر من يعتدون على حريات الناس الشخصية وإلا سنجد أنفسنا خاضعين للدواعش.
وكان المغرب قد عرف محاولات دوريات أخلاقية لشبان متطرفين خلال السنوات الماضية، وواجهتها السلطات بحزم.
وهددت السلطات في الماضي كل من حاول القيام بدور السلطات في فرض القانون والعقاب.(راي اليوم)
التعليقات