معطيات تشير إلى انه حصل “تفاهم غامض” مع الإسرائيليين بخصوص السيطرة العسكرية الإسرائيلية على “ممر فيلادلفيا”.
أفادت وسائل إعلام أن السلطات المصرية قدمت لأطراف نافذة وأمنية في السلطة الفلسطينية مؤخرا تصورا بخصوص ما يمكن أن يحصل إذا قررت إسرائيل تنفيذ تهديداتها بعملية عسكرية واسعة في مدينة رفح وقرب محور فيلادلفيا.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "رأي اليوم" أن الإبلاغ المصري الذي تجنب بصورة واضحة وضع المقاومة الفلسطينية بالصورة شدد على أن مصر “قد تجد نفسها مضطرة للتعامل مع وضع إنساني وأمني معقد في رفح وجوارها”.
وتلك برأي شخصيات فلسطينية رسمية بارزة إشارة أولية على ان مصر ليست بصدد التدخل بقوة لـ”منع هجوم رفح” على المستوى السياسي والعسكري.
وربط المسئولون بين المعلومات التي سربت لقياديين فلسطينيين بينهم مدير المخابرات ماجد فرج وبين التصريحات الصادرة أمس الأول لوزير الخارجية المصري سامح شكري والتي إعتبرت بمثابة “تساهل أو مرونة كبيرة” من مؤسسات مصر تجاه العملية العسكرية الإسرائيلية.
ونقل عن مسئول أمني مصري القول “لو حصلت عملية صعبة عسكريا في رفح من الصعب ان نتدخل”.
كما نقل ان مصر “مهتمة بسيادتها وأمنها وتلك كانت أولوية وستبقى” مع معطيات تشير إلى ان الجانب الأمني المصري حصل فيما يبدو مع مفاوضات سرية على “تفاهم غامض” مع الإسرائيليين بخصوص السيطرة العسكرية الإسرائيلية على “ممر فيلادلفيا”.
ولم تقدم معلومات عن ذلك التفاهم لكن على الأرجح سيكون على أساس “مرونة مصرية” كبيرة مع المسار العسكري العملياتي الإسرائيلي، الأمر الذي ذكرت مصادر في المقاومة الفلسطينية أنه بمثابة “خيانة” عمليا للمقاومة وأهالي غزة.
ووفقا لما فهم خلف الستائر من الوزير شكري فإن مصر ستقوم جزئيا ببعض “الواجبات الإنسانية المتفق عليها” مع الإسرائيليين والإماراتيين للنازحين الذين سيتم ترحيلهم قبل العملية الإسرائيلية، لكن الأهم أن وفدا مصريا أبلغ المخابرات الفلسطينية حصرا بأن مصر لن تستقبل أي نازح هارب في حال مهاجمة رفح، لكن ستقيم ممرا خاصا لمن هم الأقرب لحدودها وتسمح بتقديم خدمات أنسانية.
والممر المقصود هو فاصل جغرافي بمعدل كيلومترين بين البوابة الفلسطينية في معبر رفح وبوابة مصرية جديدة أقيمت لصد النزوح مع حشر النازحين أن تكدسوا في مخيم طارئ جديد على نطاق مناطق التماس بين البوابتين.
تعهدت الإمارات بتمويل معبر الخدمات المصري في حال إندلاع عملية رفح، وثمة انباء عن أكثر من 200 ألف خيمة جاهزة لإستقبال النازحين في الممر مع دورات مياه ولوجستيات وخيم طبية ايضا إذا ما طال توقيت معبر رفح.
في السياق، أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، اليوم السبت، بأن الجيش الإسرائيلي يبني ويطور بؤرتين استيطانيتين عند الطريق الاستراتيجي الذي يقسم قطاع غزة إلى نصفين.
وقالت الصحيفة إن صور الأقمار الصناعية والصور الفوتوغرافية تظهر تطويرا واسع النطاق والبناء في موقعين استيطانيين يبنيهما الجيش الإسرائيلي على الطريق الاستراتيجي الذي يقسم قطاع غزة إلى قسمين، أو الذي يطلق عليه اسم “ممر نتساريم”.
ولفتت الصحيفة إلى أن البؤرتين الاستيطانيتين بنيتا على طول هذا الطريق الذي يهدف إلى تمكين الجيش الإسرائيلي من السيطرة على حركة الفلسطينيين من الجنوب إلى الشمال وشن عمليات في أجزاء مختلفة من القطاع.
يأتي ذلك، وفيما دخلت الحرب التي يشنها جيش الاحتلال الاسرائيلي في غزة يومها الـ197، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة، في بيان، اليوم السبت، إن "الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها للمستشفيات 37 شهيدا و68 إصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية".
وأكدت الوزارة أنه "لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
وختمت بيانها مشيرة إلى أن "حصيلة العدوان الإسرائيلي الإجمالية ارتفعت إلى 34049 شهيدا و76901 مصابا منذ السابع من أكتوبر الماضي".
التعليقات