تُعدّ تركيا واحدةً من البلدان التي يمكنها اتّخاذ إجراءات فعلية ضدّ دولة الاحتلال الاسرائيلي، كمحاولةٍ لإجبارها على إنهاء سياساتها ضد الفلسطينيين، وخصو
وبهذا الخصوص، قال دوغو بيرنتشيك، رئيس «حزب وطن» الصغير (قومي يساري)، المعروف بمعارضته المطلقة لعضوية تركيا في «حلف شمال الأطلسي»، في مؤتمر صحافي عقده في مقرّ حزبه في أنقرة، إنه «إذا كانت تركيا تريد أن تُظهر تعاطفاً جدّياً مع غزة ضدّ إسرائيل، فعليها أن تغلق قاعدة إينجيرلك أمام استخدامها من قِبَل الولايات المتحدة، لتوضع تحت السيطرة التركية».
وكان بيرنتشيك يعلق على المواقف التصعيدية من قِبل الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ضدّ إسرائيل، ووصْفه إياها بمجرمة حرب، وتوعّده بالذهاب إلى مساءلتها أمام «المحكمة الجنائية الدولية»، والتي لم تُثِر سوى ابتسامات صفراء، حتى لدى الكثير من المحلّلين والأتراك، حسب جريدة "الأخبار" اللبنانية.
وقاعدة «إينجيرلك» التي أُنشئت بعد الحرب العالمية الثانية في منطقة أضنة، وُضعت اعتباراً من عام 1954 في خدمة القوات الأميركية في الشرق الأوسط، إضافةً إلى استخدامها من قِبَل قوات أوروبية أخرى، والجيش التركي نفسه.
وفي القاعدة، توجد أسراب عديدة من الطائرات الأميركية والأطلسية، وأنظمة تحكّم مهمّة، فضلاً عن مئة رأس نووية، وفقاً لبعض المصادر.
ولم تُقدِم تركيا على إغلاق «إينجيرلك» في وجه أميركا سوى مرّة واحدة، عندما فرضت واشنطن حظراً على بيع السلاح لأنقرة، بسبب غزو الأخيرة قبرص عام 1974، ولم تَعُد القاعدة إلى استخدام الولايات المتحدة إلا بعد إلغاء حظر بيع السلاح عام 1977.
أمّا قاعدة الرادارات في «كوريجيك»، فقد تأسّست عام 2010، لمصلحة «حلف شمال الأطلسي»، وتقع جنوبي ملاطيا في منطقة مشرفة على سوريا والعراق وإيران، ومهمّتها التجسّس على بلدان الشرق الأوسط. وهكذا، كلّما كانت العلاقات تسوء مع واشنطن، كانت أنقرة تهدّد بإغلاق القاعدتَين.
في نفس الموضوع: رئيس الحكومة التركي الأسبق لأردوغان: إن كنتم صادقين بالفعل، أوقفوا شحن النفط إلى إسرائيل الآن !
وإذا جرى تجاوز المطلَبين الأكثر سهولة: تخفيض العلاقات الديبلوماسية أو قطعها، و تقليص حجم التجارة الثنائية بين الجانبَين، فإن مطلب إغلاق قاعدة «إينجيرلك»، وقاعدة التجسّس الشرق أوسطية في «كوريجيك»، هو أبرز ما يمكن لإردوغان أن يحقّقه. ولعلّ أهميّة القاعدتَين تكمن في أنهما تُداران من قِبَل الولايات المتحدة التي تبنّت معركة العدو بالكامل في غزة، وتوفّران مهمّات لوجستية خطيرة لكلّ العمليات الأميركية في مسرح الشرق الأوسط.
التعليقات