أصدقائي الأعزاء .. لقد قررت من الآن أن أصبح جاكومو كازانوفا ، وأن أجرب التحرش واغتصاب النساء ، وأن أعاقر الكحول والكوكايين والغناء .....
أصدقائي الأعزاء .. لقد قررت من الآن أن أصبح جاكومو كازانوفا ، وأن أجرب التحرش واغتصاب النساء ، وأن أعاقر الكحول والكوكايين والغناء ..
تمنيت لو كانت والدتي ممثلة اسمها Zanetta Farussi ..ووالدي أيضا فنانا ويثقن
التمثيل اسمه Gaetano Giuseppe Casanova ..
من الآن سأفضل الأمريكيات والفرنسيات بدل المغربيات .. سأعلمهن أبجدية الجنس العربي ، وسأغتصب كرامتهن الإنسانية ، سأغزوهن بفحولة الحرمان والكبت ، وسأنتصر عليهن جنسيا مثلما انتصرن على بلداننا العربية علميا وثقافيا ، سأعلمهن حضارة الشرق ، وطقوس العربي المدفونة في أعماق الوعي الباطني للحضارة ، سأعلمهن بـ " دم بارد " بأنني " لست سهلا " حين يتعلق الأمر بالكوكايين والغناء ، والخمرة والنساء ..
ليتني كنت " سعد " الطالع أو كازانوفا المغربي المولود في أعماق العاصمة ، لا في أحراش الحسيمة ، لحظيت بوسام الشهرة والريع ، ولكانت ورائي معجبات كثيرات ، وقطيع يساند الوحش النائم في أعماقي ..
ليتني كنت " مجرد " طيف شبقي صنعوا مني نجما كارطونيا لملأت الدنيا ضجيجا بهرائي وخوائي ، وبمغامراتي الجنسانية المتدفقة من مجتمع حيواني ربّاني على الغريزة لا على العقل ..
لو كنت ذلك الطفل المهووس بـ " إيروس " المستنسخ من العواصم العربية المكبوتة أو ذلك المحنّط " كيوبد " المتجوّل في مواخير الغرب لَسُرِرْتُ بالضجة المضحكة لـ " فنانين " يخشون نفس السقوط في مطب المصير الذي انتهيت إليه ..
لو كنت كذلك ، لانبرت جل وسائل الضجيج والإعلام للدفاع عني ومعهم معجبون ومعجبات بـ " مطرب الغبرة " متهمين القضاء الفرنسي ومن معه بـ " المؤامرة الكبرى " ..
لو كنت كذلك ، لبحثوا لي عن مخرج مضحك بتسييس عضوي التناسلي ، منددين بأن ما أصابني من " ورطة " هو من صنيعة الجزائر والبوليساريو ، ولكن بالمقابل أنا بن الشعب الحقيقي ، ولدت في أحراش الريف النظيف ، ربّاني رجل التعليم الأستاذ علي فكري على الإيمان بالكفاح والنضال ، وعلمني أن أنال لقمة العيش من بوابة الحلال ، لا أمد يدي لمال الغير ، ولا أغتصب النساء ، لست من المدمنين على الغبرة والخمر ، لا أرتاد مواخير الغرب الليلية ، ولا أتغنى بالمفردات التافهة ، ليس لي معجبون ولا معجبات ، ولا دفاع غير أبناء الحسيمة والشعب المغربي الأصيل ..
أنا لست " مجرد " أداة صنعها المخزن لإلهاء الشباب بكلام هو أقرب إلى التفاهة ، لا أريد وساما ألطخه بأدران الدعارة ، وأعرّض سمعة بلادي للكثير من الاستهزاء والسخرية ، لكن من حقي أن أتساءل لماذا تم التمييز بين " سعد " الدولة ، و " فكري " الشعب ؟ ..
لماذا اشتهرت بعبارة " طحن مّو " ، في حين نفاجئ اليوم في قضية التحرش " بعبارة أخرى " تهلّى فْ مّو " ؟ ..
بين " سعد " و" محسن " خيط رفيع ، الأول " متهم " تنال أسرته عطف الملك بتولي الدفاع عن ابنها من طرف المحامي الفرنسي إيريك ديبون موريتي ، ويتكفل ملك البلاد بأتعاب الدفاع بالأورو ، بينما الثاني " ضحية " ينتظر تحقيقا طويلا قد يتعرض لنفس المصير الذي تعرضت إليه تحقيقات كثيرة كان مآلها الحفظ والنسيان ..
التعليقات