رغم الدمار واستمرار العدوان والمجاعة والأحوال الجوية السيئة، تواصل مدارس غزة استقبال الطلاب، حيث يجلس مئات الطلاب على الأرض فوق سجادات الصل...
رغم الدمار واستمرار العدوان والمجاعة والأحوال الجوية السيئة، تواصل مدارس غزة استقبال الطلاب، حيث يجلس مئات الطلاب على الأرض فوق سجادات الصلاة في صفوف مكتظة تتجاوز 36 طالبًا، بلا مقاعد، بلا سبورات، وبدون أدوات تعليمية أساسية.
وقال مدرس التاريخ للثانوية العامة، في خانيونس، إسماعيل النمروطي، لـ«جريدة الأخبار» اللبنانية، إن «الطلبة بلا استثناء لديهم فاقد تعليمي كبير، وأحاول تعويضهم بما أستطيع. أبدأ الحصة بشرح سريع وأستغل آخر خمس دقائق لمراجعة المعلومات وتثبيتها».
وأضاف النمروطي أن «الوضع داخل الصف لا يشي بأن هناك تعليمًا، لكن هناك إصرار. لا سبورة حقيقية، لا أقلام، لا طاولات ولا مقاعد، ولا حتى كتاب. أشرح مادتي التاريخية بينما أحاول أن أغرس الأمل في وجوه الطلاب الذين خسروا منازلهم ومدارسهم وأجزاء من طفولتهم».
وفي حديث اخر مع الدكتور محمود الأسطل، مدير مدرسة ياسر النمروطي الثانوية للبنين في خانيونس، وصف المشهد التعليمي، قائلاً: «الواقع صعب للغاية. المدرسة أعيد ترميمها جزئيًا بعد أن دمّر الاحتلال أكثر من نصف المدارس في قطاع غزة. السبورات قد تتوفر أحيانًا».
وأشار الأسطل إلى أن «السبورات قد تتوفر أحيانًا، لكن الطباشير نادر، الورق شحيح، والمقاعد معدومة، ما يجعل الطلاب يجلسون على الأرض فوق سجادات الصلاة الخاصة بهم».
رغم الظروف القاسية، وُلدت مبادرات تعليمية بديلة داخل الخيام، حيث يستخدم المعلمون أوراقًا مهترئة ووسائل بسيطة لمواصلة التعليم في مجموعات صغيرة، مع الحفاظ على الروتين التعليمي قدر الإمكان.
وقالت مستشارة الصحة النفسية، في وكالة الغوث الدولية، تهاني أبوغالي، إنه «حتى لو كانت المدرسة خيمة مؤقتة، وجود روتين يومي يساهم في استقرار الطفل النفسي ويقلل شعوره بالعجز. التعليم هنا ليس فقط أكاديميًا، بل هو علاج نفسي وصمود أمام الحرب».
وإذ أوضحت المستشارة أن «الطفل الذي يعيش في بيئة غير آمنة ويواجه القصف والخوف المستمر لا يستطيع التركيز، وتتراجع قدرته على التعلم بشكل ملحوظ»، أشارت إلى أن «الانقطاع عن التعليم يترك آثارًا طويلة المدى تشمل القلق المزمن، اضطرابات النوم، ضعف الثقة بالنفس، وحتى تغييرات في السلوك الاجتماعي».
وتشير تقارير رسمية فلسطينية لـ«الأمم المتحدة» إلى أن 239 مدرسة حكومية تعرضت للتدمير، منذ 7 أكتوبر 2023، منها 55 مدرسة تعرضت للتدمير الكامل، بينما الباقي تضرر كليًا أو جزئيًا، مما ترك آلاف الطلاب بلا مدارس، واضطرار العديد منهم للتعلم في خيام مؤقتة أو تعليم شخصي.
.webp)
تعليقات