المستشفيات تنهار تحت وطأة موجات المصابين (أ ف ب) حذر مدير الإغاثة الطبية في غزة من موت جماعي للسكان بسبب التجويع، قائلاً إن «القطاع دخل مرح...
![]() | |
المستشفيات تنهار تحت وطأة موجات المصابين (أ ف ب) |
حذر مدير الإغاثة الطبية في غزة من موت جماعي للسكان بسبب التجويع، قائلاً إن «القطاع دخل مرحلة الخطر من المجاعة».
أفادت وزارة الصحة في قطاع غزة بتسجيل 4 وفيات في القطاع -بينها طفلان- استشهدا بسبب سوء التغذية والجفاف منذ فجر اليوم الثلاثاء، في ظل تفاقم المجاعة بسبب الحصار المطبق وإغلاق المعابر.
وحذر مدير الإغاثة الطبية في غزة من موت جماعي للسكان بسبب التجويع، قائلاً إن «القطاع دخل مرحلة الخطر من المجاعة».
وأكد أن هناك أعداداً كبيرة من الحالات التي تعاني من سوء التغذية في المراكز الصحية، موضحاً أن هناك 60 ألف حامل في القطاع يعانين سوء التغذية والجوع.
من جانبه، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن غزة تجوّع وسوء التغذية في تصاعد وإن ما يدخل القطاع لا يكفي، مؤكداً أن الأوضاع في غزة «هي الأسوأ على الإطلاق، ومن نجا من القنابل يواجه الجوع».
وأضاف المكتب الأممي أن 2.1 مليون شخص محشورون في 12% من مساحة القطاع دون طعام أو مياه نظيفة، لافتاً إلى أن المستشفيات تنهار تحت وطأة موجات المصابين وافتقارها إلى إمدادات أساسية.
900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع
أعلن مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة، محمد أبو سلمية، اليوم، أنّ 21 طفلاً توفوا بسبب سوء التغذية والمجاعة في قطاع غزة خلال الساعات الـ72 الماضية.
وقال أبو سلمية: «وصلت هذه الوفيات خلال الـ72 ساعة الماضية إلى مستشفيات غزة»، مشيراً إلى أنّنا «مقبلون على أرقام مخيفة من الوفيات بسبب التجويع الذي يتعرض له أهالي قطاع غزة».
وأشار إلى أنّ «900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع، 70 ألفاً منهم دخلوا مرحلة سوء التغذية».
من جهتها، اتّهمت الأمم المتحدة جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية أيار، غالبيتهم كانوا بالقرب من مواقع «مؤسسة غزة الانسانية» المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.
سوء التغذية إلى مستويات «كارثية»
وأعلنت منظمة «يونيسف»، أن الجوع ينتشر في غزة وأن الناس يموتون من الجوع، مشيرة إلى أن سوء التغذية المميت بين الأطفال يصل إلى مستويات كارثية.
وقالت «الـيونيسف»: «الجوع ينتشر في غزة والناس يموتون وسوء التغذية المميت بين الأطفال يصل إلى مستويات كارثية، وأن الغذاء في غزة شحيح بشكل خطير والمياه النظيفة دون مستوى الطوارئ».
وتابعت: «المساعدات مقيدة بشدة في قطاع غزة والوصول إليها محفوف بالمخاطر، ويجب السماح للأمم المتحدة بتقديم جميع أنواع المساعدات على نطاق واسع للأسر في غزة أينما كانت».
![]() | |
المديرة العامة لـ«اليونسكو» أودري أزولاي (أ ف ب) |
واشنطن تنسحب من «اليونسكو»
أعلنت الولايات المتحدة، انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، متّهمة إياها بـ«التحيّز» ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، والترويج لما وصفته بـ«قضايا مثيرة للانقسام».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن استمرار المشاركة في اليونسكو «لا يصب في المصلحة الوطنية للولايات المتحدة»، في موقف يعكس انحيازاً كاملاً لأي منصة تتبنّى قرارات أو مواقف تنتقد السياسات الإسرائيلية في فلسطين المحتلة، أو تدعو إلى حماية التراث الإنساني في الأراضي الفلسطينية.
من جهتها، أعربت المديرة العامة للمنظمة، أودري أزولاي، عن أسفها للقرار الأميركي، معتبرة أنه «كان متوقعاً واستعدت له المنظمة مسبقًا». وأوضحت أزولاي أن قرار إدارة ترامب، في ولايته الأولى، بالخروج من اليونسكو لم تُصحّح تبعاته فعلياً رغم العودة الرمزية للعضوية الأميركية.
القرار، الذي لم يكن مفاجئاً، يعيد إلى الواجهة التوترات القديمة بين واشنطن والمنظمة الأممية التي كانت قد انسحبت منها للمرة الأولى عام 2017 في عهد الرئيس دونالد ترامب، قبل أن تعود إليها قبل أكثر من عامين.
ويعيد هذا الانسحاب تسليط الضوء على الضغط المتواصل الذي تمارسه واشنطن داخل المؤسسات الأممية لصالح تل أبيب، خصوصاً في الملفات المتعلقة بالقدس والمسجد الأقصى وتراث فلسطين المحتل، حيث لطالما رفضت الولايات المتحدة أي قرارات تعتبر السياسات الاستيطانية انتهاكاً للقانون الدولي، أو تقر بحقوق الفلسطينيين التاريخية في أرضهم ومقدساتهم.
ويُتوقّع أن يعيد هذا القرار تأزيم العلاقة بين واشنطن والمنظمات التابعة للأمم المتحدة، ويُكرّس سياسة الابتزاز المالي والسياسي التي تنتهجها الإدارة الأميركية ضد كل جهة أممية تجرؤ على مساءلة إسرائيل أو تحميلها مسؤوليات قانونية وأخلاقية عن جرائمها.
هجوم على «منظمة الصحة العالمية»
من جانبها، ندّدت «منظمة الصحة العالمية» بهجمات طالت مقرّ إقامة طاقمها ومستودعها الرئيسي في دير البلح في وسط مدينة غزة.
وقا المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غبرييسوس، إنّ «مقرّ إقامة طاقم منظمة الصحة العالمية في دير البلح في غزة هوجم ثلاث مرات اليوم وكذلك مستودعها الرئيسي».
وأضاف أنّ «جيش الاحتلال الإسرائيلي دخل المقرّ وأجبر النساء والأطفال على إخلائه سيرا على الأقدام نحو المواصي في جنوب غزة»، مؤكدا أنّه «جرى تكبيل أيادي الرجال من أفراد الطاقم وأفراد العائلات وتجريدهم من ملابسهم واستجوابهم في الموقع وشهر السلاح بوجههم».
ولفت تيدروس إلى أنّه تمّ إجلاء 32 من أفراد طاقم المنظمة ومن أفراد عائلاتهم إلى مكتبها عندما أصبح ممكناً الوصول إلى الموقع.
بالمقابل، تمّ احتجاز اثنين من أفراد الطاقم واثنين من أفراد عائلاتهم، وفق تيدروس الذي أشار إلى أنّ ثلاثة من هؤلاء أطلق سراحهم لاحقاً فيما «بقي واحد قيد الاحتجاز».
برنامج الأغذية: يتوافر خارج غزة ما يكفي من الطعام لسكان القطاع جميعهم
أكّد « برنامج الأغذية العالمي » و« وكالة غوث وتشغيل اللاجئين » أنه يتوافر خارج غزة ما يكفي من الطعام لسكان القطاع جميعهم، حيث حالات الوفاة ترتفع سريعاً جراء سوء التغذية. وفي السياق ذاته، أصدرت بريطانيا ومعها 25 دولة أوروبية بياناً طالبت فيه بوقف الحرب على غزة فوراً، ودعت إسرائيل إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، بما فيها رفع القيود عن تدفّق المساعدات إلى القطاع. ودان البيان آلية توزيع المساعدات، مؤكداً أن «800 فلسطيني قُتلوا أثناء السعي للحصول على المساعدات». كما طالب إسرائيل بتمكين الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من القيام بدورها.
تعليقات