المقرىء الإدريسي أبو زيد سعيد السالمي * قبل عصر الثورة الرقمية كان عدد المثقفين المغاربة المنفتحين على ما يجري في الدول الغربية ...
المقرىء الإدريسي أبو زيد
سعيد السالمي * |
قبل عصر الثورة الرقمية كان عدد المثقفين المغاربة المنفتحين على ما يجري في الدول الغربية محدوداً جداً حتى أن ما نقلوه عن التطور الذي حققته في الثمانينات والتسعينات في ميادين البحث العلمي كان بمثابة كنز ثمين تم تداوله على نطاق واسع ولا يزال يتداول اليوم بوصفه مستجداً رغم أن الغرب تجاوزه بكثير..
ولا أدل على ذلك من احصائيات سردها المنجرة في محاضرة مكناس سنة 1994 ولا يزال تقدم الآن في بعض الأوساط التربوية بوصفها حديثة وكأنها جامدة لا تتغير.
ومن هؤلاء الباحثين من كان يكتفي بنقل خرافات من نسج الخيال الذي اعتاد الإغتراف من نظرية المؤامرة لدغدغة الانا الجمعية المتهالكة حتى صارت حقيقة يتم تلقيحها لعقول الاجيال الناشئة في المدارس والاعداديات والثانويات وحتى في الجامعات..
وكم سمعنا من هذه الخرافات من أساتذة أكفاء في تخصصاتهم، ولكنهم لا يكتفون بالخوض في ما يتقنون ويقفزون بين حقول السياسة بأقمصة التعصب المؤدلج والمعربن والممزغن والمعرقن الذي غالبا ما لا تنفث الا السموم في عقول الناشئة وياما سمعنا من هذه الاساطير.
اليوم مع الثورة الرقمية أصبح الجميع منفتحا على ما يجري العالم المتقدم، من الساحل الغربي للولايات المتحدة الى جنوب شرق آسيا الى أصقاع المحيط الهادي ! بإمكانك ببعض النقرات أن تغوص في الواقع اليومي لهذه الدول ومستجداتها السياسية والسوسيولوجية وأرشيفها العسكري والدبلوماسي والثقافي الخ..
ولم يعد هناك مجال للخرافات والأساطير التي تلقح أذهان الناشئة بشكل أشبه ببعض الجماعات الطرقية التي تجيش أتباعها بالاحلام والرؤى والسري للغاية جدا جدا جدا..
ما قاله المقرئ الادريسي عن كون امريكا واوروبا تعكفان في سرية تامة جدا جدا على كتابة أرشيفهم بالعربية لكي لا يندثر بعد ستة قرون، كلام يدخل ضمن هذا الاطار. الادريسي المثقف كفاءة لا يشق لها غبار، ولكن السياسة والايديولوجية تعميان الابصار.
التعليقات