$type=slider$snippet=hide$show=home$count=21

[/gi-fire/ مغرب]_$type=three$au=0$va=0$cate=0$com=0$d=0$c=6$sn=0$rm=0$show=home

[/gi-fire/ مجتمع]$type=sticky$count=4$va=0$cate=0$show=home$icon=1

[/gi-fire/ رأس المال]$type=complex$va=0$cate=0$show=home$count=4

تونس الثورة الى أين؟ - الحسين أربيب

الحسين أربيب  قلبنا على تونس الثورة يخفق بشدة خوفا من فشل ما قام به الشعب حين هرب بنعلي ومن معه من كلمة "ارحل" التي جلجلت ...

الحسين أربيب 
قلبنا على تونس الثورة يخفق بشدة خوفا من فشل ما قام به الشعب حين هرب بنعلي ومن معه من كلمة "ارحل" التي جلجلت في سماء تونس الخضراء والتي ظلت لسنين تذبل من شدة القمع والاستبداد، ولكن الفرج جاء وانزاحت الغصة التي كانت في حناجرنا ، لكن لما قمنا خطوة نحو البناء تراجعت بانتخاب القايد السبسي الذي ركب على قانون العزل الذي لم يحكم بناؤه القانوني فانفلت الفلول لسدة الحكم وتراجع الثوار في حالة ذهول يتفرجون.
تونس هي الأمل المتبقى على مساحة الوطن العربي الذي لم يكتمل ربيعه العنفوان فذبل بين كماشة السلاح والتمزق المذهبي والمصلحي الضيق وغياب المثقف الثوري لبث الوعي السياسي في صفوف الشباب الذي ترك الساحة السياسية فارغة بعد قيامه بالثورة معتقدا أن دوره انتهى.  
 لكن الساعة لم تقف والتاريخ يصنعه الرجال وتونس لها رجالاتها مهما ظال الزمن سترفع تونس رأسها عاليا رغم كل العقبات المرحلية . ولكن ماذا جرى حتى يصعد العهد القديم من جديد في" نداء تونس" الذي ما هو سوى التجمع الدستوري الديموقراطي الحزب الحاكم إبان بنعلي الهارب ، هناك عدة عوامل موضوعية ساهمت في كل ذلك منها البنية القانونية التي لم تضبط الوضع الثوري إبان حكم الترويكة ثم الموقف السياسي لحزب النهضة المتذبذب بين بين مما أفقده التوازن وسقط في موقف الكرسي الفارغ وترك الساحة السياسية التي لا يعرفها ولا يخبر خباياها جيدا لأنه حزبا دينيا ودعويا أكثر مما هو سياسي كما هو الحال لأغلب الأحزاب الإسلامية التي صعدت لعالم السياسة من بوابة الدين  الشيء الذي  جعل منها لقمة سهلة في فم دهاة السياسة  ، وهكذا كانت الساحة السياسية التونسية في يد قدماء العد البائد سهلة العودة من خلال تسميات مموهة كحزب نداء تونس الذي ضم في صفوفه خبراء الحزب الدستوري الديموقراطي كالغرياني الأمين العام لهذا الأخير قبل أن يتم حله وأصبح مستشارا للقايد السبسي .  جاءت الانتخابات الرئاسية التي طالما انتظرتها تونس والعالم العربي فإذا بها تأتي بالباجي القايد السبسي رئيسا ولم تأت الديموقراطية هذه المرة برجل المرحلة التي ارادها الثوار  الشباب خاصة وعلى رأسهم البوعزيزي وشكري  بلعيد والإبراهيمي وكل الشهداء التي تعرفهم تونس حق المعرفة لأنها ارتوت بدمائهم من أجل أن تعيش تونس حرة لا" حكرة "  ولا استبداد .
فهل الثورة أخطأت الطريق؟ أم أنها أرادت أن تعلمنا احترام نتيجة الصندوق الانتخابي وتعلمنا أن الثورة مشاركة سياسية لمن صنعها وليس تراجع الشباب للخلف  ومراقبة ما يجري من بعيد . فالوضع السياسي لتونس الثورة اختلطت فيه الأوراق ، فمن جهة لم ترغب النهضة في تقديم مرشحها على أساس أن لا تخلق" جوا مشحونا" نظرا لما لمسته من ردود فعل سلبية من قبل اتجاهات شعبية تونسية لا ترغب في حكم الإسلاميين بناء على تجربتهم في مصر بالخصوص وإبان" الترويكة"      
خيبة أمل خيمت على تونس هذا اليوم الذي فاز فيها القايد السبسي بكرسي الرئاسة بتونس خاصة بالجنوب الذي ذاق مرارة الإقصاء خلال العهدين البورقيبي والبنعلي ، خيبة أمل عمت كل النفوس التواقة للتغيير السياسي والاقتصادي والاجتماعي على امتداد الوطن العربي المثخن بالجراح والمثقل بالهموم جراء تسلط الحكام على شعوبها وكتم أنفاسها ، تونس كانت هي الأمل الوحيد الذي ظل يراودنا وعليه بنينا كل مستقبل الوطن العربي وجسر المرور للديموقراطية، الحلم الذي لم يتحقق بعد، لقد خاب الأمل وسقطت الثورة بين كماشة عهد بقايا بنعلي والحبيب بورقيبة.                
 قد يقول قائل هذا اختيار الشعب التونسي ويجب احترامه. نعم لا شك في ذلك ولكن هذا غير منطقي ، لأن الشعب قام بثورة وقدم شهداء وجرحى هل من أجل أن يعود للحكم من في الماضي عذب وخدم نظاما دكتاتوريا   كما كتبت على صفحتها في الفايسبوك الناشطة والمدونة " لينا امهني" ولكن من حقنا  أن نعرف ما هذا الذي وقع بالضبط ؟ الم يكن هناك لبس ما ؟ هل للنهضة يد في ما وقع؟ لأنها منذ بداية الثورة كانت تفاوض نظام بنعلي ، الم تحجم عن تقديم مرشحها كخطة بديلة ومرحلية لتعود بعد انتهاء ولاية السبسي؟ أم أن المسألة  كلها تعود لأن الثورة التونسية وكل الربيع العربي غابت عنه النخب المثقفة وبالتالي سقطت الثورة بفعل ما يمكن تسميته بنظام الردة  .
هل الناخب التونسي يعي جيدا المرحلة السياسية التي يضع فيها تونس الثورة عندما يصوت على جلاديه السابقين ؟ لا أعتقد ذلك لأن هذا الهروب الى الأمام لا يمكن تفسيره سوى بالتراجع للوراء والانتظار من لدن الشباب صاحب الثورة وعدم المشاركة معتقدا أنه قام بالواجب الثوري وقدم التضحية وانتهى دوره ، والحال أن الثورة يجب الوقوف على منجزاتها بحراستها والاطمئنان على مآلها بالتشبث بمبادئها وتقوية صفوفها مع اتباع كل الخطوات لبناء جدار الأمان حولها بالوقوف  الى جانب رموزها وعلى رأسه منصف المرزوقي الرجل المثقف والنظيف والذي جرب الإقصاء ولم يكن يوما يلمع احذية الحكام كما هو حال الكثير من هم اليوم في مقدمة النخب الحاكمة .    
لقد صدق ذلك الشاب  التونسي الذي وصف هذه الانتخابات الرئاسية "بأنها مفارقة لأن الشباب يصوت لصالح العجوز القايد السبسي والبرجوازيون يصوتون لفائدة الشيوعي حامة حمامي والإسلاميين يصوتون على الملحد منصف المرزوقي"  ،ولكن يبدون أن الإسلاميين لم يصوتوا على المرزوقي وإلا لكان فائزا كما ، الشباب لم يصوت فهو الغائب عن الساحة السياسية بشكل مدهش ومريع ، وهذا الغياب لا يمكن تفسيره إلا بن الممارسة السياسية لم تختمر بعد لدى هذه الشريحة من الشعب لأنها لم تتلقى تربية سياسية تؤهلها لتسلم القيادة بل كانت تعرف التهميش وكانت مدفوعة لدائرة الاستلاب السياسي الذي يقبل بالوضع كما هو دون التفكير في تغييره من الداخل . فخيبة الأمل  في مآل قيادة البلاد بعد الثورة ليست حالة نفسيو فقط بل واقع سياسي ستكشف عنه السنوات الخمس لما يرى الشعب وخاصة الشباب بأنه تهاون في قطع الطريق على بقايا العهد القديم.    
فالاتحاد العام للعمال التونسيين القوى الاجتماعية والنقابية والسياسية التي كان يمكن الاعتماد عليها في عملية التغيير لم تكن في المستوى بقدر ما كانت تقوم بالمقاومة من وراء الستار مع الاحتفاظ بشعرة معاوية مع بقايا النظام لأنها في الأخير كانت دوما تجلس للطاولة للتفاوض ولم لا المساومة من أجل الحصول على بعض التنازلات لمصلحتها كما أن الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعة التقليدية التابعة للباطرونا فهي تقوم بدور التوازن وهي على كل حال تستفيد من الوضع في كل الأحوال مادام الشعب التونسي لم يتغير وضعه الاجتماعي ومازال يعيش وفق ما استطاع مع تقلبات المعيشة  .
والأن بعد ما وقع لن نؤزم الوضع أكثر مما هو عليه ، فخمس سنوات من حكم السبسي ستكون محرار الوضع للثورة هل لها وجود ام كانت سحابة صيف عابرة ولم تترك بصماتها على الشعب وممارساته السياسية والاجتماعية، لتضغط بشكل ممنهج لتحقيق طموحاتها في التنمية وإرساء الديموقراطية والخروج من عهد الاستبداد. ولن اترك لفكري لحظة واحدة لتغرق في التشاؤم بالنسبة لتونس بالخصوص وثورتها بل افتح كل الأبواب للتفاؤل لأن السياسة هي فن الممكن والثورة لن تكون عقيمة لأن رجالاتها موجودين وغدا ستنتصر الثورة.      

         

تعليقات

الاسم

أجناس صحفية,28,اخبار العالم,2172,اخبار العرب,1802,اخبار المغرب,6819,أرشيف,12,اسبانيا,235,أستراليا,1,اسكوبار الصحراء,10,إضاءة,1,إطاليا,6,إعلام,309,إعلام فرنسي,5,إفريقيا,67,اقتصاد,1098,أقلام,15,الإتحاد الأوروبي,21,الأخيرة,1,الأرجنتين,1,الأردن,2,الإمارات,5,الأمم المتحدة,31,البرازيل,12,الجزائر,330,الخليج العربي,2,السعودية,20,الصحة,140,الصين,36,ألعراق,1,العراق,6,الفضاء,1,القدس,4,ألمانيا,30,المراة,137,المكسيك,1,الملف,25,النمسا,1,ألهند,1,الهند,2,الولايات المتحدة الأمريكية,143,اليمن,52,إيران,84,ايطاليا,2,باكستان,2,برشلونة,1,برلمان,1,بروفايل,1,بريطانيا,3,بريكس,1,بلجيكا,7,بيئة,23,تاريخ,7,تحقيق,1,تحليل,2,تدوين,788,ترامب,35,ترجمة,1,تركيا,31,تغريدات,31,تغريدة,6,تقارير,1369,تقرير صحفي,76,تونس,93,ثقافة,2,جنوب إفريقيا,4,جنين,4,حدث,1,حرية,423,حزب الله,24,حفريات,2,حماس,15,حوارات,81,ذكرى,2,روسيا,97,رياضة,387,زاوية نظر,41,زلزال الحوز,77,سوريا,38,سوسيال ميديا,41,سوشال ميديا,16,سياحة,7,سينما,33,شؤون ثقافية,467,صحافة,87,صحة,579,صوت,1,صوت و صورة,917,طاقة,35,طقس,1,طولكرم,1,عالم السيارات,3,عداد البنزين,5,عزة,4,علوم و تكنولوجيا,325,عناوين الصحف,322,غزة,269,فتح,2,فرنسا,216,فلاحة,1,فلسطين,8,فلسطين المحتلة,848,فنون,248,قطر,6,كاريكاتير,9,كأس العالم,108,كتاب الراي,1981,كوريا الجنوبية,2,كوريا الشمالية,1,كولومبيا,2,لبنان,34,ليبيا,34,ماسك,1,مجتمع,1391,مجنمع,10,مختارات,129,مدونات,5,مسرح,8,مشاهير,1,مصر,13,مغاربي,1066,ملف سامير,8,ملفات,48,منوعات,410,موريتانيا,18,مونديال,1,نقارير,3,نقرة على الفايس بوك,1,نيكاراغوا,1,هولاندا,1,
rtl
item
الغربال أنفو | موقع إخباري: تونس الثورة الى أين؟ - الحسين أربيب
تونس الثورة الى أين؟ - الحسين أربيب
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjXM0bR01XROPcJgku__6mqRURe5NlPPslFHfeuo_4dzHHgRhCGxt6nLByhq3DdTmip8LN1TlSSF-ir_iK5CF54_6K-M6RQkqHoIT94ZS0qBtCwI1QTNIx2UB2Cu08Zb5DRrw0OeebIPc8/s1600/Capture.PNG
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEjXM0bR01XROPcJgku__6mqRURe5NlPPslFHfeuo_4dzHHgRhCGxt6nLByhq3DdTmip8LN1TlSSF-ir_iK5CF54_6K-M6RQkqHoIT94ZS0qBtCwI1QTNIx2UB2Cu08Zb5DRrw0OeebIPc8/s72-c/Capture.PNG
الغربال أنفو | موقع إخباري
https://www.alghirbal.info/2014/12/blog-post_243.html
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/
https://www.alghirbal.info/2014/12/blog-post_243.html
true
9159330962207536131
UTF-8
تم تحميل جميع المشاركات لم يتم العثور على أي مشاركات عرض الكل المزيد رد إلغاء الرد حذف بواسطة الرئيسية تتمة الموضوع مشاركات عرض الكل مختارات وسم أرشيف بحث جميع المشاركات لم يتم العثور على أي مشاركة مطابقة لطلبك العودة للرئيسية الأحد الإثنين الثلائاء الأربعاء الخميس الجمعة السبت أحد إثنين ثلثاء أربعاء خميس جمعة سبت يناير فبراير مارس أبريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر أكتوبر نوفمبر دسمبر يناير فبراير مارس ابريل ماي يونيو يوليوز غشت شتنبر اكتوبر نوفمبر دسمبر الآن منذ دقيقة واحدة $$1$$ minutes ago 1 hour ago $$1$$ hours ago Yesterday $$1$$ days ago $$1$$ weeks ago more than 5 weeks ago المشتركون اشترك هذا المحتوى المميز مقفل الخطوة 1: المشاركة على شبكة التواصل الاجتماعي الخطوة 2: انقر على الرابط الموجود على شبكتك الاجتماعية Copy All Code Select All Code All codes were copied to your clipboard Can not copy the codes / texts, please press [CTRL]+[C] (or CMD+C with Mac) to copy Table of Content