كيلي: لقد أحدثوا أضراراً لكنهم تركوا الكثير سليماً (أ ف ب) بينما يترقّب العالم ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في عدوانها ض...
![]() | |
كيلي: لقد أحدثوا أضراراً لكنهم تركوا الكثير سليماً (أ ف ب) |
بينما يترقّب العالم ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في عدوانها ضد إيران، تشير الأدلة الميدانية الأخيرة إلى أنّ القضاء على القدرات النووية للجمهورية الإسلامية سيتطلّب تصعيداً كبيراً في الهجمات.
نطنز
وفقاً لتقرير نشرته وكالة «بلومبرغ»، اليوم، فإنّ صور الأقمار الصناعية ثُظهر أنّ المنشآت النووية لم تُصَب سوى بشكل طفيف بعد أربعة أيام من القصف، مشيراً إلى أنّ الضرر الذي لحق بمنشأة التخصيب المركزية في نطنز – الواقعة على بعد 300 كيلومتر جنوب طهران – يقتصر في معظمه على ساحات تبديل الكهرباء والمحوّلات، وفقاً لصور التُقطت في 17 يونيو. ورغم أهمّية هذه المنشآت، يقول الخبراء إنه يمكن إصلاحها في بضعة أشهر.
في هذا السياق، يقول المفتش السابق في الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمدير السابق لأحد أبرز مختبرات تحليل الصّور الفضائية التابعة للحكومة الأميركية، روبرت كيلي، لـ«بلومبرغ»: «لقد أحدثوا أضراراً، لكنهم تركوا الكثير سليماً».
![]() |
تخضع قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز لحماية 40 متراً من التربة والخرسانة والفولاذ المقوّى (أ ف ب) |
وتخضع قاعات التخصيب تحت الأرض في نطنز لحماية 40 متراً من التربة والخرسانة والفولاذ المقوّى. وبعد أن أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدايةً أن الغارات الإسرائيلية لم تضرّ بهذه القاعات، عادت بعد ثلاثة أيام لتقول إنّ صور الأقمار الصناعية الجديدة تشير إلى «ضربات مباشرة».
وتعتمد أجهزة الطرد المركزي – التي تدور بسرعات خارقة لفصل نظائر اليورانيوم – على مصدر كهرباء مستقر. وقد تسبّبت عملية تخريب نُسبت إلى إسرائيل عام 2021 في تلَف بعض هذه الأجهزة، لكنّ إيران استطاعت إصلاحها خلال بضعة أشهر.
وقال كيلي، الخبير السابق في مجمّع الأسلحة النووية التابع لوزارة الطاقة الأميركية: «أي مصمّم كفوء سيضع نظام طاقة احتياطياً، سواء من البطاريات أو المولدات». وأضاف: «لا يوجد ما يدعو للشك في كفاءة المهندسين الإيرانيين، والضرر الكهربائي الرئيسي في نطنز يمكن إصلاحه خلال أشهر».
أصفهان
وفي قلب البرنامج النووي الإيراني، يقع مركز أصفهان للتكنولوجيا والأبحاث النووية، على بعد 450 كيلومتراً جنوب طهران، ويضم سبعة مرافق تزورها الوكالة الدولية للطاقة الذرية بانتظام. وهو مركز حيوي لتحويل خام اليورانيوم إلى وقود يمكن تخصيبه لاحقاً وتحويله إلى معدن نووي.
أفادت الوكالة، مساء أمس، بأنّ هناك أضراراً لحقت بالمختبر الكيميائي المركزي في أصفهان، ومنشأة تحويل اليورانيوم، ومنشأة تصنيع وقود المفاعلات، ومرفق معالجة معدن اليورانيوم المخصّب.
وكانت أصفهان آخر موقع شوهدت فيه مخزونات إيران من اليورانيوم عالي التخصيب – البالغة 409 كيلوغرامات، أي ما يكفي لصنع عشر قنابل – قبل توقّف عمليات التفتيش الأسبوع الماضي.
![]() |
كانت أصفهان آخر موقع شوهدت فيه مخزونات إيران من اليورانيوم عالي التخصيب (أ ف ب) |
وأبلغت إيران دبلوماسيين في 22 أبريل الماضي أنها تخطّط لـ«تدابير خاصة» لحماية هذا المخزون في حال وقوع هجوم إسرائيلي، لكنّ الوكالة لم تعرف بعد ماهيّة هذه التدابير أو ما إذا كانت المادة لا تزال موجودة في الموقع، وفقاً لما ذكرته «بلومبرغ».
ورغم أنّ الوكالة أعلنت في 15 يونيو أنّ إسرائيل ألحقت أضراراً حرجة بمنشآت في أصفهان، قال كيلي لـ«بلومبرغ» إنّ صور الأقمار الصناعية الملتقطة بعد ذلك بيوم أظهرت أنّ التأثير الفعليّ كان «ضئيلاً جداً».
وأضاف إنّ آثار القصف في وسط الموقع – قرب ساحة مبلّطة تحيط بها الأشجار – تشير إلى أنّ الغارات استهدفت أماكن يتجمّع فيها موظفون رئيسيون على الأرجح. ورفض كيلي التكهّن بمكان وجود مخزون إيران من اليورانيوم تحديداً.
فوردو
أمّا الموقع النووي الذي يحظى بأكبر اهتمام من المخطّطين العسكريّين، فهو منشأة فوردو، المبنيّة داخل جبل على عمق لا يقل عن 100 متر.
تدمير منشأة التخصيب المتقدّمة هذه سيتطلب قصفاً جوياً باستخدام أقوى القنابل التقليدية. إسرائيل لا تمتلك القنابل الثقيلة ولا طائرات الشبح B-2 اللّازمة لاختراق هذا الموقع الواقع قرب مدينة قم.
![]() |
منشأة فوردو مبنيّة داخل جبل على عمق لا يقل عن 100 متر (أ ف ب) |
وحسْبما ذكر تقرير «بلومبرغ»، قد تتمكّن الذخائر الأخف من تدمير مصادر الطاقة في فوردو أو إغلاق أنفاق الوصول، لكن الخبراء يرون أنّ إلحاق ضرر دائم بها يتطلّب استخدام قنابل خارقة للتحصينات مثل «GBU-57»، ما يعني إدخال القوات الأميركية بشكل مباشر في النزاع.
وقال كيلي: «المشكلة بالنسبة إلى لولايات المتحدة وإسرائيل هي أنّ فوردو بُنيت عمداً لتصمد أمام الهجمات»، معتبراً أنّ «البرنامج النووي الإيراني هو نتاج حربه مع العراق في الثمانينيات».
تعليقات