إيران تستهدف إسرائيل بأساليب حديثة وقدرات متطوّرة (أ ف ب) "الأخبار" نفّذت إيران، فجر اليوم، الموجة الثامنة من عملية «الوعد الصادق...
![]() | |
إيران تستهدف إسرائيل بأساليب حديثة وقدرات متطوّرة (أ ف ب) |
وأعلن «الحرس الثوري» في إيران أنه تم إطلاق موجة جديدة من الهجمات الصاروخية للقوة الجو-فضائية التابعة للحرس، واصفاً هذه الموجة بأنها أقوى وأشدّ من السابقات.
وأفادت العلاقات العامة للحرس، في بيان، أنه «تم استهداف منظومات القيادة والسيطرة التابعة للكيان الصهيوني الغاشم، باستخدام أساليب حديثة، والاستفادة من قدرات استخبارية وتجهيزية متطوّرة، تم تعزيزها بجهود الشهداء باقري، سلامي، حاجي زاده، وسائر شهداء القوة الجو-فضائية للحرس»، مشيرة إلى «حدوث خلل في منظومات الدفاع الجوي متعددة الطبقات للعدو، لدرجة أن منظوماته الدفاعية استهدفت بعضها البعض».
![]() |
إيران تستهدف إسرائيل بأساليب حديثة وقدرات متطوّرة (أ ف ب) |
وحذّر «الحرس الثوري» داعمي الهجوم الإسرائيلي من أن «العمليات الفعّالة، الدقيقة، والساحقة ستستمر بوتيرة أقوى وأعنف، حتى القضاء الكامل على هذا الكيان المصطنع».
ارباك الدفاعات الجوية للعدو
كما كشفت وكالة «تسنيم» أن «الحرس الثوري» استخدم صواريخ ذات سرعة عالية وقدرة تدميرية كبيرة في الهجوم على حيفا وتل أبيب، مشيرة إلى أن الهجمات المقبلة ستشهد استخداماً أكبر للصواريخ فرط الصوتية لضمان اختراق الدفاعات الجوية.
وكشفت وكالة «مهر» للأنباء عن استخدام أنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية، في سلسلة عمليات «الوعد الصادق 3»، مثل «عماد»، و«قدر»، و«خيبرشكن»، و«حاج قاسم»، و«فتاح»، ما يشير إلى أن القوة التدميرية للرؤوس الحربية لهذه الصواريخ قد ازدادت مقارنة بعمليتي «الوعد الصادق 1» و«الوعد الصادق 2».
كما لفتت «مهر» إلى سرعة المقذوفات، مما يشير إلى زيادة في استخدام صواريخ «فتاح» (الهايبر سونيك).
![]() |
«فتاح» يربك الدفاعات الجوية (أ ف ب) |
وأضافت أن صاروخ «فتاح» يتحرك في مسار مُحدد وبسرعة مُحددة حتى الثلث الأخير من مساره، أي على بُعد 500 كيلومتر من الهدف. لكن في هذه المرحلة، وعند تشغيل محرك الوقود الصلب المزود بفوهة متحركة، تزداد سرعة المقذوف إلى حوالي ثلاثة أضعاف سرعته الأولية، ويبدأ الصاروخ بالمناورة وتغيير مساره، مما يُسبب أخطاءً في حسابات أنظمة الدفاع ويمنعها من استهدافه.
ورأت أن ما ميّز هجوم هذا الصباح عن بقية الهجمات السابقة هو الاستخدام المتزايد لصواريخ «هايبرسونيك»، مما يُشير أيضاً إلى زيادة في إنتاجها.
الملاجئ لم تعد آمنة
وأشارت القناة 12 العبرية إلى تحقيق أولي يشير إلى أن صاروخاً إيرانياً أصاب ملجأ بشكل مباشر في بتاح تكفا وسط إسرائيل، مضيفة أن إيران نفّذت 11 هجوماً على إسرائيل منذ بدء الحرب، وأطلقت 370 صاروخاً وأكثر من 100 مسيّرة.
![]() |
التواجد في الملاجئ تحت الأرض لن توفّر الأمان للمستوطنين (أ ف ب) |
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن المتحدث باسم الإسعاف الإسرائيلي قوله إن الملاجئ قد لا تصمد في وجه الصواريخ الإيرانية، في حين أفادت «يديعوت أحرونوت» بارتفاع عدد القتلى الإسرائيليين إلى 8 بعد العثور على 3 جثث تحت الأنقاض في حيفا.
وكانت «القوات المسلحة الإيرانية» قد دعت أمس المستوطنين الإسرائيليين إلى مغادرة الأراضي المحتلة فوراً، محذّرة إياهم من السكن أو التردّد قرب النقاط الحيوية في الأراضي المحتلة باعتبارها بنك أهداف يشمل مواقع ونقاطاً حساسة في العمق، لأنّ «التواجد في الملاجئ تحت الأرض لن يوفّر لكم الأمان».
كما أشارت وسائل إعلام عبرية إلى تعرّض مبنى السفارة الأميركية في تل أبيب لأضرار جرّاء الهجوم الصاروخي الإيراني فجر اليوم، إضافة إلى انقطاع كبير للكهرباء وتعرّض مواقع في تل أبيب لدمار كبير، فيما عبّرت المتحدّثة باسم الشرطة الإسرائيلية عن أن الأوضاع صعبة للغاية في الموقع المستهدف بالصواريخ الإيرانية وسط إسرائيل، مشيرة إلى أن «الدمار كبير ونواصل محاولات الإنقاذ والتأكّد من عدم وجود محاصرين تحت الأنقاض».
وعلى الأثر، توعّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بأن «سكان طهران سيدفعون الثمن» بعد الهجمات الصاروخية الإيرانية اليوم.
الرئيس الاإيراني: لن يتمكنوا من هزيمتنا
بدوره، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن بلاده صامدة بكل قوة ولا تخشى شيئاً، مؤكداً أن «الكيان الصهيوني لن يتمكن من هزيمتنا بالقتل والاغتيال، وقواتنا ستقف في وجه هؤلاء الجبناء».
وشدّد بزشكيان على أن إيران لم تبادر إلى ترك المفاوضات، و«ما نطالب به هو حقنا القانوني، والولايات المتحدة تخالف القوانين الدولية بالسماح لإسرائيل بالاعتداء علينا»، داعياً الشعب الإيراني إلى «الصبر على الأزمات التي فرضها الكيان المتوحّش».
استهداف للمدنيين
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، اليوم، استشهاد 224 شخصاً وإصابة أكثر من ألف آخرين خلال الأيام الثلاثة الماضية.
وأفاد رئيس مركز العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة، حسين كرمانبور، أن عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي بلغ حتى الآن 1481 شهيداً ومصاباً، بينهم 1277 شخصاً نُقلوا إلى المستشفيات الجامعية لتلقي العلاج، فيما تم تسجيل نسبة تفوق 90% من الإصابات بين المدنيين.
وأشار إلى أن 522 من المصابين قد غادروا المستشفيات بعد تلقي العلاج، في حين بلغ عدد الشهداء 224 شخصاً من الرجال والنساء والأطفال.
واعتبر كرمانبور أن «هذه هي النتيجة المؤلمة لشعار زائف مفاده أن إسرائيل لا تستهدف الشعب الإيراني، وأن أهدافها عسكرية فقط»، داعياً المجتمع الدولي وأصحاب الضمائر الحيّة، خصوصاً العاملين في الحقل الطبي من الناطقين بالفارسية حول العالم، إلى التحرك العاجل لوقف «الإبادة الجماعية» بحق المدنيين.
إعدام جاسوس لصالح «الموساد»
في سياق متصل، أعلنت السلطة القضائية الإيرانية، اليوم، إعدام شخص أوقف في العام 2023 وأُدين بالتعامل مع جهاز الموساد الإسرائيلي.
وأفاد موقع «ميزان أونلاين» التابع للسلطة القضائية بأن «إسماعيل فكري، وهو عميل للموساد، أُدين بتهمتي الإفساد في الأرض والحرابة، وأُعدم شنقاً بعد إتمام كامل الإجراءات الجنائية».
وأفادت وكالة «تسنيم» أن وثائق تشير إلى أنه تم القبض على فكري في كانون الأول 2023، خلال عملية استخباراتية وأمنية معقّدة، وكان على تواصل مباشر مع جهاز «الموساد»، وقد سعى طوال فترة ارتباطه به إلى جمع معلومات أمنية سرّية وحسّاسة وتسليمها إلى أعداء إيران مقابل مكافآت مالية.
من جهته، كشف رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف أن جزءاً كبيراً من ضربات العدو لا يأتي عبر الهجمات العسكرية، بل يتم عبر عناصر متغلغلة في الداخل، مشيراً إلى أن تفعيل التعبئة الشعبية ميدانياً في كافة أنحاء البلاد، وبالتنسيق مع مسؤولي التعبئة والحرس الثوري، يمكن أن يلعب دوراً مهماً في مواجهة العمليات الإرهابية والتخريبية.
وعن الهجوم الإسرائيلي على بلاده، قال قاليباف إن «الخطة الإجرامية لهذا الكيان كانت تقوم على شلّ قدراتنا الدفاعية والهجومية عبر اغتيال القادة وضرب بعض البنى التحتية العسكرية، وفي الوقت نفسه كان يراهن على دفع الناس إلى الشوارع في طهران، لتحقيق حلم عمره أكثر من أربعين عاماً بالإطاحة بالنظام الإسلامي»، مثنياً على توحّد الشعب الإيراني بمختلف قومياته وتوجهاته السياسية.
تعليقات