اليوسفي محمد استفاق المغرب متأخرا جدا على واقع جديد لم يحسب حسابه كما يجب لم يدركه بعد ولا يظهر انه سيدركه ، تغيرت كثير من المعادلات...
اليوسفي محمد |
استفاق المغرب متأخرا جدا على واقع جديد لم يحسب حسابه كما يجب لم يدركه بعد ولا يظهر انه سيدركه ، تغيرت كثير من المعادلات إقليميا ودوليا وظل المغرب بطيئا لا يفهم ما الذي يجري حوله!
لنعد قليلا إلى الوراء، إلى عهد ليس عنا ببعيد، كانت لعبة المغرب المفضلة للهروب من الأطماع الاستعمارية هي تنويع الحلفاء أو ان شئنا الدقة تنويع الدول الراغبة في الاستيلاء على خيرات البلاد ، هذا ما أخر الاستعمار قليلا عن المغرب، سياسة الاحتراز التي انتهجها بعض السلاطين العلويين نجحت في إخفاء الوجه الحقيقي لمغرب ضعيف مترهل ظل في منأى عن الأطماع الاستعمارية تحت تأثير الصورة التي خلفها انتصاره في معركة وادي المخازن. بعد ذلك إستطاع المغرب أن يستغل تضارب مصالح الدول الاستعمارية لتأجيل الانقضاض عليه حتى اتفقت القوى العظمى قبل الحماية على تقاسم جغرافيا بلد ضعيف ايل للسقوط.
ما الذي تغير بين الأمس واليوم؟ لا شيء. نفس الأطماع القديمة بلاعبين جدد وفي مواجهتها نفس السياسة العقيمة العاجزة.
عماذا يبحث المغرب اليوم بارتمائه في حضن من "يعتقدهم" حلفاء جدد؟ لماذا يتجه البلد بعد ستين سنة من الاستقلال إلى البحث عن الحماية؟
أليس هذا اعلانا للفشل المغربي العام رسميا وشعبيا في جعل المغرب بلدا محصنا من الاستعمار والتقسيم؟
سنظل كمغاربة حكاما ومحكومين تحت رحمة قوى لا ترى فينا إلا دولة متخلفة قابلة للاستعمار والتقسيم ونهب الخيرات لعشرات السنين ولاجيال أخرى لأننا شعب أثبت انه لا يسير ابدا إلى الأمام.
ما يعتقده المطبلون والمعتوهون بأنه دهاء سياسي في البحث عن حلفاء جدد بعد تنكر الغرب عموما للقضية الوطنية المغربية وارتماء العاهرة مجددا في أحضان عشاق جدد ليس إلا ايذانا ببداية الإفلاس التام و مؤشرا على أن المغرب لم يتطور كما نعتقد ولا يرغب أن يتجاوز أوضاع مغرب ما قبل الحماية..
بغير كثير من الصعوبة وبعد تردد طويل أعلن المغرب انه ليس محمية!! أو لنقل للدقة أيضا أنه لم يعد يريد أن يبقي قراره في تنويع شركائه وحلفائه مرهونا برغبة فرنسا وأمريكا فلنلاحظ كيف تم تأجيل الزيارة الملكية لروسيا والصين مرات عديدة، لم يكن القرار السياسي ابدا حتى في اختيار الحلفاء بيد المغرب..
لن يحل هذا بالطبع مشكل الصحراء بقدر ما سيحدث بعض التوازن فلما كل هذا التردد؟
نفس الرهان على تضارب مصالح القوى العظمى يتكرر بعد ستين سنة من الاستقلال وأكثر من مائة سنة من الحماية، نفس البنية الاجتماعية نفس نمط التفكير ونفس اقتصاد الندرة ونفس النخب الفاسدة .
سنظل كمغاربة حكاما ومحكومين تحت رحمة قوى لا ترى فينا إلا دولة متخلفة قابلة للاستعمار والتقسيم ونهب الخيرات لعشرات السنين ولاجيال أخرى لأننا شعب أثبت انه لا يسير ابدا إلى الأمام.
يبدو الأمر أشبه ما يكون بنكبة جديدة، المغرب الذي ظل لزمن طويل في مأمن من صراعات وتقلبات الشرق لا يجد إلا الحليف الخليجي ليتآزر معه، بذلك ينظم مرغما إلى نادي دول متخلى عنها، نادي دول لقيطة ظلت مثله تحت الحماية لعقود رهنت فيها شعوبها وثرواتها ومستقبلها.
ليس هناك من إنجاز ولا دهاء في السياسة الخارجية المغربية بل فشل في فشل في فشل..
التعليقات